لكل السوريين

الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة.. حماس لافت.. وتوقعات غامضة

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النصفية الأميركية، كشفت استطلاعات متعددة للرأي أن معظم الأميركيين يشعرون بالقلق من أنها قد تؤدي إلى جمود سياسي في الكونغرس.

وأن فئة منهم تتخوف من استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الشيوخ والنواب، وهو ما يعني استمرار تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب التضخم.

فيما يشعر آخرون بالقلق من سيطرة الجمهوريين على المجلسين بما يربك سياسة بايدن الداخلية والخارجية.

وعبر أكثر من نصف الأميركيين الذين استطلعت آراؤهم عن قلقهم من الانقسام الحكومي إذا ما سيطر حزب واحد على مجلس الشيوخ وسيطر الآخر على مجلس النواب.

وأعرب أكثر من نصف الأميركيين من أصول افريقية ولاتينية عن مخاوفهم من عودة سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الشيوخ والنواب، مما يعزز سياسة التمييز العنصري ضدهم.

ومع أن هذه الانتخابات تعتبر استفتاء على شعبية الرئيس الأميركي، والرضا أو عدمه عن سياساته، إلا أنها هذه المرة تمثل بشكل ما، اختباراً لمستقبل ترامب السياسي، حيث تتزايد المؤشرات على أنه يخطط للعودة إلى البيت الأبيض عام 2024.

مشاركة كبيرة وتوقعات غامضة

أشار تحليل سياسي حديث إلى أن هذه الانتخابات ستشهد إقبالاً كبيراً بحيث تفوق المشاركة فيه ما كانت عليه خلال الانتخابات النصفية الماضية.

وبين التحليل الذي اعتمد على استطلاعات حديثة للرأي أن هذه الاستطلاعات تظهر حماساً بين الناخبين المسجلين للمشاركة في الاقتراع.

ويقترب مستوى الاهتمام بهذه الانتخابات من تلك التي جرت عام 2018، وشارك فيها حوالي 58 بالمئة من الأميركيين الذين يحق لهم الاقتراع.

وأكد التحليل أنه من غير المعروف ما إذا كانت “ميزة الحماس للمشاركة في الانتخابات” ستحدث فرقاً في السيطرة على مجلس الشيوخ، ومن غير المعروف أيضاً إن كانت ستميل الكفة للديمقراطيين أو الجمهوريين.

حيث يؤكد 26 بالمئة من الأميركيين أن الاقتصاد يشكل مصدر قلقهم الرئيسي، في حين يشير 18 بالمئة إلى قلقهم عن التضخم، بيمنا يؤكد 5 بالمئة من المستطلعين فقط أن الإجهاض يشكل همهم الرئيسي، مما يقلص آمال الديمقراطيين في السيطرة على الكونغرس.

مواجهة بايدن وترامب

تبدو الانتخابات النصفية التي ستتم بعد أسبوع، وكأنها مواجهة بين الرئيسين السابق والحالي.

حيث شارك ترامب في المهرجانات الانتخابية لدعم مرشحين من الحزب الجمهوري وخاصة في أوهايو وأيوا وفلوريدا وبنسلفانيا، وهي ولايات أميركية رئيسية.

بينما حاول بايدن أن يجعل الانتخابات خياراً بين الحالة الطبيعية التي يمثلها، وبين التطرف الذي يمثله ترامب، ويهدد الأسس الديمقراطية للبلاد، بدلاً من جعلها بمثابة استفتاء على رئاسته التي تضررت بسبب التضخم وانخفاض شعبيته.

وحسب مصادر مقربة منه، يؤمن البيت الأبيض بأنه إذا سئل الأمريكيون هل يدعمون بايدن، سيجيبون بالنفي، ولكن إذا سئلوا هل يدعمون بايدن في مواجهة ترامب، سيجيبون نعم.

ورغم أن هذه الانتخابات لا تتعلق بالمنصب التنفيذي الأول في الولايات المتحدة، إلا أن بايدن وترامب يتعاملان معها على أنها أشبه بمعركة شخصية، يتحدى فيها كلاهما الآخر، ويهاجمه بقوة لكسب أصوات الناخبين لصالح حزبه.

أوكرانيا في الحملات الانتخابية

حذر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي من أن حزبه لن يواصل دعم أوكرانيا إذا فاز بأغلبية مقاعد المجلس  كما تشير استطلاعات الرأي.

وقال “أعتقد أننا سنواجه ركوداً ولن نكتب شيكاً على بياض لأوكرانيا. هذا غير ممكن”.

وأشار إلى إنه يأمل في الإطاحة بالديمقراطية نانسي بيلوسي من رئاسة مجلس النواب إذا فاز الجمهوريون بأغلبية مقاعده، ليحل محلها ويصبح الشخصية الثالثة في السلطة بعد الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

وأعرب مكارثي عن أمله في أن يعاقب الناخبون الديمقراطيين على إهمالهم لما وصفه بأولويات القومية للولايات المتحدة مثل الهجرة.

وقال إن “أوكرانيا مسألة مهمة لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون الشيء الوحيد الذي يفعلونه ولا يمكن أن يكون هناك شيك على بياض”.

يذكر أن أوكرانيا قلقه من سيطرة الحزب الجمهوري الأميركي على الكونغرس، في ظل الحديث عن احتمالية الحد من مساعدات واشنطن لكييف.

وقال وزير الخارجية الأوكراني إنه يشعر بالقلق من تهديدات المشرعين الجمهوريين بقطع المساعدات عن أوكرانيا إذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في الانتخابات المقبلة.

وأشار إلى أن أي تخفيضات للمساعدات الأميركية سيوجه ضربة كبيرة إلى كييف و”يمكن أن يغير مسار الحرب”.