لكل السوريين

حتى البالة لم تفلت من موجة الغلاء في طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن

جاء موسم نقص أو فقدان وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها، وفقر بالخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، إنه موسم الأعباء والمعاناة للمواطن السوري، وبالتزامن مع ارتفاع الأسعار الذي لامس كل شيء، وأصبح فوق معقوليته واستيعابه من أي مواطن سوري، وحتى أسعار الثياب المستعملة او البالة، تجاوزت قدرة المواطنين الشرائية، وأصبحت حديث الشارع في طرطوس وضواحيها، وكان لنا هذه الجولة على بعض محلات البالة في محافظة طرطوس.

سلام محمد، معلمة ابتدائي، ولديها أربعة أولاد بنتين وشابين، وجميعهم طلاب جامعة وزوجها موظف في شركة مياه بانياس، التقيناها خارجة من محل لبيع البالة وسألناها عن الأسعار.

وقالت سلام “غلاء كبير من الطبيعي أن يحدث ارتفاع في الأسعار مع قدوم فصل الشتاء، وارتفاع الأسعار عندنا متواصل وإلى الأعلى هذا الارتفاع ليوجد مقابله أي زيادة مدروسة للرواتب والاجور تواكب زيادات أسعار المواد الأساسية من طعام ولباس، ملابس البالة، كانت لنا أصحاب الدخل المحدود وللفقراء بمثابة ملجأ لأننا لا نستطيع شراء الملابس الجديدة مرتفعة الثمن”.

وتضيف “لكن في هذه السنة، اختلف الوضع تماما، خلال سنوات الحرب كنا نلجأ لشراء الملابس خاصة الشتوية منها من أسواق البالة، لأن أسعارها كانت معقولة بالمقارنة مع الجديد، وبالإضافة لذلك فإن جودة الملابس الشتوية في البالة جيدة جدا ودافئة لنا ولأولادنا خاصة المعاطف والأحذية، ولم تكن البالة وجهتنا وحدنا بل كانت وجهة للكثيرين خاصة الموظفين والعمال وغيرهم”.

وتكمل “اليوم صدمتني الأسعار المرتفعة هذه السنة للملابس الشتوية، فقد بلغ سعر المعطف للأطفال من النوع العادي 75 ألف ليرة، وكذلك الأمر للنسائي، وهناك أنواع من المعاطف يصل سعرها لنحو 500 ألف ليرة، إذا كانت ثقيلة أو من الجلد الطبيعي، وبالنظر لرواتبنا التي لا تتجاوز 200 ألف ليرة حتى البالة لم يعد لدينا الطاقة لشرائها”.

أم محمد السيدة كوثر، أشارت قائلة “ألبسة البالة ذات نوعية جيدة ويمكن لبسها لعدة سنوات، لكن أسعارها هذا العام فاقت مقدرة معظمهم على شرائها، إذ تراوح سعر الجاكيت العادي بين 30 و50 ألف ل.س، أما الجاكيت ذو الجودة العالية وصل سعرها إلى 100 ألف ل.س، وسعر جاكيت الفرو يصنف ضمن سوبر كريم مبلغ 500 ألف ل.س، على حين بلغ سعر كنزة شتوية ذات جودة مقبولة 50 ألف ل.س”.

غياث، صاحب محل لبيع ألبسة البالة، دخلنا على محله، وسألناه شو قصة هالغلاء، فضحك وأجابنا “يشترون الملابس بالعملة الأجنبية، ويدفعون مبالغ كبيرة ليحصلوا على بضاعتهم، حيث أن معظم بضاعتهم تصل تهريبا من خارج سورية، ويضطرون لدفع نفقات وصولها لهم، وهذا يجبرهم على رفع أسعار الثياب المرتبطة أساسا بالدولار”.

ويضيف “إنهم يتسلمون شحنات كبيرة من الأكياس الضخمة المغلفة، التي يجهلون محتواها ويشترونها بالوزن وقد يحالفهم الحظ وتكون البضاعة مصنفة سوبر كريم أو كريم أو نخب ثان ونخب ثالث، وأن كثيرا من الأكياس يكتب عليها سوبر كريم وعندما يتم فتحها يتفاجؤون أنها نخب ثان ويوجد بداخلها بعض القطع الجيدة فقط”.