لكل السوريين

“يرقعون أحذيتهم”.. حماصنة لا قدرة لنا على شراء الجديد

حمص/ بسام الحمد 

في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة لجأ السوريين لوسائل بديلة لتخفيف أعباء الحياة أو العودة للوسائل البدائية، ويعاني الشعب السوري بشكل عام من تبعات الأزمة السورية التي طال أمدها والتي أثرت بشكل كبير على أوضاعهم.

ونتيجة للغلاء الذي ضرب جميع السلع، اتجه الكثير من الحماصنة “لترقيع” أحذيتهم، لتخفيف المصاريف خاصة بعد ارتفاع أسعارها والتي تصل في جودتها المتوسطة لنصف راتب الموظف السوري، فبعد أن اتجه أهالي حمص لسوق البالة أصبحوا يتجهون للترقيع.

وفي هذا العيد حيث فاقت الأسعار جميع التوقعات، وتختلف بشكل كبير عن الأعوام السابقة، اشترى الأهالي البالة وجهزوا أولادهم منها، والأحذية، هي الأخرى طالها ارتفاع كبير في الأسعار، ما جعل الأهالي يتأنون عند شرائها محاولين تحديد أولويات أفراد العائلة، فهناك من يحتاج للتجديد، وهناك من يمكن أن يكتفي بإصلاح حذائه.

وشهدت محال البالة إقبالاً كثير من قبل أهالي حمص خاصة في فترة تجهيزات العيد، نظراً لجودة البالة وتحمّلها أكثر، فيما شهدت المحال تبايناً في الأسعار، وتراوحت أسعار أحذية الأطفال من 15 ألفا إلى أكثر من 75 ألف ليرة سورية، والأحذية النسائية من 20 ألفا إلى أكثر من 100 ألف، والرجالية من 15 ألفا إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب موقع المحل وجودة القطعة بينما يبقى سعر البسطة أقل من غيره والملاذ للكثير من الأسر.

وشهدت محال تصليح الأحذية إقبالاً شديداً وزحمة عليها، نتيجة ترقيع الأهالي للأحذية، في أقسى عيد يمر على السوريين من جميع النواحِ وخاصة الأسعار المرتفعة وتدني مستوى المعيشة، ولا يكاد مرتب الموظف السوري يكفي ربع احتياجاته.

يحاول معظم السوريين، وخاصة الموظفين منهم تحقيق تناسب بين رواتبهم وبين مصاريفهم الشخصية من ملابس وغيرها، لكنهم يفشلون في تحقيق هذه المعادلة المستحيلة، بعد اكتشاف الهوة الكبيرة بين مرتباتهم الشهرية وأسعار السوق، حيث أن اقتناء الملابس الجديدة أصبح من أشكال الرفاهية في هذا الوقت، لذلك فإن أغلب أصحاب الدخل المحدود باتوا يشترون ملابسهم من البالة ، فأسعارها تناسب دخلهم إلى حد ما، رغم عناء البحث عن المقاسات المناسبة.

وفيما يتعلق بالأسعار، يبلغ سعر البنطال الجينز النسائي 50 ألف ليرة، والكنزة ما بين 20- 40 ألف ليرة والتنورة ما بين 35- 45 ألفا، ووصل سعر الفستان إلى 150 ألفا، وبالنسبة للملابس الرجالية بلغ سعر البنطال الجينز 60 ألف ليرة، وبنطال القماش 50 ألف ليرة، وتراوح سعر القميص ما بين 25 – 75 ألف ليرة، والكنزة ما بين 20- 45 ألفا.

حالة من الكساد تضرب الأسواق السورية، على الرغم من العروض والتنزيلات لتحريك مياه الأسواق الراكدة والتحفيز على الشراء، يشير واقع الحال إلى أن الأسعار لا تزال أعلى من الحد الذي يسمح للمواطن بالتسوق، بينما وصف عدد من تجار الألبسة في المحافظة حركة التسوق بالخجولة والتي لم تفلح العروض التي جرى تقديمها في إغراء المتسوقين للشراء.