حلب/ خالد الحسين
تشهد شوارع مدينة حلب في ساعات الليل المتأخرة تفاقم ظاهرة “التفحيط” من قبل مجموعات من الشبان، ما أثار حالة من القلق والانزعاج لدى السكان، لا سيما في أحياء الفُرقان، السبيل، وسيف الدولة، وسط غياب واضح للردع الحكومي وضعف الرقابة المرورية.
وبحسب شهادات حصلت عليها “السوري”، فإن هذه التصرفات باتت جزءاً يومياً من المشهد الليلي، حيث تتحول الشوارع الهادئة والواسعة إلى ساحات استعراض للسيارات وصوت المحركات المرتفع، ما يهدد السلامة العامة ويخلّ بالأمن المجتمعي.
أبو علاء، أحد سكان حي الفرقان، عبّر عن استيائه قائلاً: “منذ أشهر ونحن نعيش تحت وطأة الإزعاج الليلي، خاصة بعد منتصف الليل. أصوات التفحيط تُفزع الأطفال، والشرطة لا تستجيب لنداءاتنا. أصبحنا نخشى على سلامتنا داخل بيوتنا”.
وفي حادثة مشابهة، قال صالح الأحمد من حي السبيل إن سيارة انزلقت أثناء قيام أحد الشبان بـ”التفحيط” قبل أسبوعين، واصطدمت بحاجز إسمنتي بالقرب من مكان تواجد عدد من السكان، مؤكدًا أن الحادث كاد أن يودي بحياة مدنيين.
وأضاف الأحمد، “بعض هؤلاء الشبان ينشرون مقاطع استعراضهم على مواقع التواصل، متحدّين القوانين والمجتمع. لا بد من تحرك فوري قبل وقوع كارثة”.
وفي حي سيف الدولة، أوضح سامر خليل، وهو أب لطفلين، أن ضعف الإنارة واتساع الشوارع شجّعا السائقين المتهورين على استخدام الحي كميدان لـ”التفحيط”، ما دفع العديد من الأهالي إلى نقل أطفالهم ليلاً إلى غرف داخلية بعيداً عن ضجيج الشوارع.
وتابع خليل: “نطالب بنصب كاميرات مراقبة ونقاط تفتيش ليلية، وتطبيق صارم للقانون. لم نشاهد أي دورية شرطة منذ شهور في منطقتنا.”
ورغم أن قانون السير السوري يجرّم هذه التصرفات باعتبارها “قيادة متهورة وتعريضاً لحياة الآخرين للخطر”، إلا أن التطبيق لا يزال شبه غائب، ما يجعل هذه الظاهرة مستمرة دون رادع حقيقي.
ويرى مختصون أن الأسباب تتراوح بين الفراغ الشبابي، وغياب أماكن مخصصة للأنشطة الترفيهية، إضافة إلى ضعف التوعية المجتمعية وقصور التنسيق بين الجهات المعنية.
ويطالب سكان المدينة باتخاذ إجراءات فورية، أبرزها تكثيف التواجد الأمني الليلي، ونصب كاميرات مراقبة في النقاط الساخنة، وحجز المركبات المخالفة وتغليظ العقوبات، وإطلاق حملات توعية حول مخاطر “التفحيط” وأهمية احترام النظام العام.
وتبقى شوارع حلب على موعد يومي مع خطر “التفحيط”، في انتظار قرارات رادعة تعيد الهدوء إلى أحيائها وتضمن سلامة سكانها.