لكل السوريين

قطاع غزة..عدوان مبيّت وهدنه هشّة

تقرير/لطفي توفيق

بعد أقل من يومين على توصّل إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي إلى وقف لإطلاق النار في  غزة بوساطة مصرية، شهدت نابلس اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي دخلت المنطقة لمداهمة منزل شخص مطلوب أمنياً، حسبما أفاد المتحدث باسمها.

وتنفذ قوات الأمن الإسرائيلية في الآونة الأخيرة عمليات شبه يومية في الضفة الغربية، وخلال الأشهر الماضية ركزت على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي.

ومنذ أواخر شهر الماضي آذار قتل أكثر من خمسين فلسطينياً معظمهم في الضفة الغربية بينهم عناصر ينتمون إلى فصائل مسلحة ومدنيون، خلال عمليات نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر هذا الجيش في بيان له اعتقال حرس الحدود لأربع “مطلوبين أمنيين” في مناطق مختلفة من الضفة الغربية ضمن العملية التي أطلق عليها اسم “كاسر الأمواج”.

عدوان مبيّت

قالت صحيفة التايمز البريطانية إنها حصلت على معلومات من مصدر مخابراتي أشار إلى أن إسرائيل كانت تخطط منذ عدة أشهر لعملية “قطع رأس” حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وأنها استغلت الانقسام بين قيادات الحركة لتنفذ الضربة التي وجهتها لها.

وبدأت إسرائيل استعداداها للهجوم الموسع على حركة الجهاد الإسلامي بعدما ترددت أنباء عن سفر زياد النخالة، الأمين العام للحركة الذي يتخذ من دمشق مقراً له، إلى طهران للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين، وفقا للصحيفة التي رجحت أن الحركة الفلسطينية تحصل على تمويلها من إيران.

وكان القبض على أحد قياديها في مدينة جنين بالضفة الغربية، ونشر صور مهينة له أثناء عملية الاعتقال، قد دفع بحركة الجهاد في اتجاه التصعيد.

حماس بموقف المتفرج

لم تتدخل حركة حماس لدعم  حركة الجهاد الإسلامي خلال معارك قطاع غزة، بما يشير إلى التنافس بين الحركتين على حكم القطاع، بحسب ما يشير متابعون للشأن الفلسطيني.

وأثار موقف حماس حيرة المراقبين بعدما اكتفت بدعوة المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لوقف العدوان على غزة”، لكنها لم تتدخل عسكرياً في الصراع.

ويرى محللون سياسيون أن حركة حماس “وقفت موقف المتفرج” من العدوان على غزة تجنبا للتصعيد مع إسرائيل، بسبب تحقيق الحركة عدة مكاسب سياسية واقتصادية من خلال “تخفيف الحصار على القطاع وزيادة عدد العمالة الوافدة منه لإسرائيل خلال الفترة الماضية” مما دفعها لتجنب الصراع في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية لسكان القطاع، وانهيار علاقة حماس بالكثير من الدول الداعمة لها، إضافة إلى الاختلافات السياسية بين حركة حماس التي تجمعها “ارتباطات إقليمية مع جماعة الإخوان المسلمين وهي جزء منهم، بينما حركة الجهاد مدعومة بشكل أكبر من إيران.

مسرحية مجلس الأمن

بعد الهدنه الهشة التي تم الوصول إليها بوساطة مصرية، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة الوضع في غزة، وحمّل السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة خلالها حركة الجهاد

الإسلامي مسؤولية ما حدث وطالب بإدانتها، واتّهمها باستخدام سكان غزة كدروع بشرية.

فيما طالب السفير الفلسطيني بإنهاء الحصار على غزة، والكف عن تبرير قصفها، وتساءل “كم مرة ستبرر إسرائيل قصف شعبنا في غزة، وكم سنة ستفرض حصارها اللاإنساني على مليوني شخص نصفهم من الأطفال، وكم من الأطفال علينا أن ندفن حتى يقول أحدهم كفى؟!”.

وأعرب السفير الروسي خلال الجلسة عن قلق بلاده من استئناف مواجهة عسكرية تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلا في غزة.

بينما طالبت السفيرة الأميركية من المجلس أن يدين ما وصفته بإرهاب حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تعرّض حياة المدنيين لدى الجانبين للخطر، وأكدت على دعم ما اسمته “حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها”.

ربّ ضارة نافعة

أثارت قناة إخبارية فرنسية جدلاً واسعاً على منصات التواصل بعد حذفها مداخلة صحفي فرنسي أدان فيها الاحتلال الإسرائيلي وحمّله مسؤولية سوء الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

ووصف مغردون على المنصات حذف المداخلة بالنفاق الغربي لحماية إسرائيل وجرائمها.

ورأى معظمهم أن حذفها من قبل القناة استمرار لحجب الحقيقة عن الشعوب الأوروبية.

واتهموا القناة بتضليل الرأي العام حول حقيقة الأوضاع في قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الكاتب الصحفي آلان غريش، قد أكد خلال مداخلة مع قناة “بي إف إم” الفرنسية أن إسرائيل هي من تبادر دوما بالتصعيد في الحرب التي تخوضها ضد قطاع غزة، وأشار إلى أن السكان في هذه المنطقة يعيشون حصاراً شديداً ولا يستطيعون الوصول إلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أن إسرائيل لا تمتثل إلى قرارات الأمم المتحدة التي تطالبها بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ثم تشكو من الهجوم، وهو ما يضعها داخل دائرة تناقض كبرى.