لكل السوريين

تركيا إلى أين أيها السلطان؟

حسن مصطفى

تقع تركيا شمال غرب آسيا، وهي البوابة الأوروآسيوية لمنطقة الشرق الأوسط، ومن الدول المحورية في المنطقة، وكان لها ولا يزال دور هام في معادلات المنطقة السياسية، بالنظر لكونها الدولة الشرق أوسطية الوحيدة العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي المحاذية للاتحاد الروسي من ناحية الجنوب. وكان يعول عليها سابقاً في أي مواجهة مع حلف وارسو.

والآن، وبعد أن انهارت منظومة حلف وارسو، وباتت القطبية الواحدة مهيمنة على السياسة الدولية بالرغم من الأدوار الثانوية التي يقوم بها الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية؛ نجد أن تركيا اليوم في ظل حكومة التنمية والعدالة التي يتزعمها الرئيس أردوغان تعيش حالة سياسية غير مستقرة، يسودها التخبط والارتجال والقرارات غير المدروسة، التي تنم عن عقلية تسلطية غير متوازنة سياسية، ترفض الرأي الآخر، تقصي كل من يخالفها الرأي، الأمر الذي انعكس سلباً على الداخل الحزبي للتنمية والعدالة عبر الانشقاقات السياسية المتعددة من أقطاب الحزب، وفي المقدمة منهم مهندس السياسة الخارجية أحمد داوود أوغلو، الذي ضاق ذرعاً بالسياسة الأردوغانية الهوجاء، التي تعددت مسارحها، بدءاً من سوريا والعراق فليبيا، وآخر تلك المسارح مسرح إقليم ناغورنوكاراباخ المتنازع عليه بين جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان.

هذا الصراع الذي عاد للتفجر من جديد، سعياً من اردوغان لنقل أزمته الداخلية التي أوشكت على الإطاحة به، بعد أن خسر معاقله السياسية التقليدية في اسطنبول وأنقرة والبلديات الرئيسة في تركيا.

وهذه الأزمة الجديدة القديمة لم تعاود اشتعالها بشكل طبيعي، وإنما على خلفية الأزمة التي يعيشها النظام التركي، ومحاولته البائسة لافتعال حرب قد تبدأ إقليمية بين أرمينيا وأذربيجان، ولكنها في لحظة ما قد تخرج عن سيطرة الدول التي تقف وراءها، وتتحول إلى حرب عالمية، لن تبقي ولن تذر، كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، اللتان عانى من آثارهما السلبية العالم طيلة عقود سابقة.

والآن وبعد أن تطور الصراع  في هذا الإقليم، والذي بدا يأخذ منحى أكثر خطورةً، من خلال استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران، الأمر الذي تسبب بوقوع مئات الضحايا من الطرفين، والأمر الأكثر خطورة هو استقدام أردوغان لمجاميع من المرتزقة ممن باتوا يعملون كقتلة مأجورين لصالح النظام التركي خدمة لأهدافه وأطماعه العدوانية والتوسعية على حساب دول المنطقة، مما يهدد الأمن والسلم الدوليين الشيء الذي يجب الوقوف عنده ملياً من قبل الدول الكبرى والفاعلة في العالم، من أجل وضع حد لهذه السياسات الهمجية والعدوانية التي لن يسلم من نتائجها الوخيمة أحد، وفي المقدمة الشعب التركي الذي يتوجب عليه أن يقف بوجه هذا السلطان الطاغية صاحب السياسات الهوجاء لوقفه ولكبح جماحه وإجباره على الإجابة على السؤال الذي يدور في خلد كل الأتراك.. أيها السلطان الجديد تركيا إلى أين؟.