لكل السوريين

القطّاع الزراعي.. بين التدهور وحلول الإدارة!!

أحمد الابراهيم

الزراعة هي ثروتنا الغذائية الأهم، ونظرا لطبيعة مناطقنا وخصوبتها الزراعية كانت من أهم أسباب توجه المنطقة للإنتاج الزراعي، وإن الطبيعة المناخية والجغرافية تساعد على إنتاج عدة أنواع من المزروعات الغذائية، ولعل الفترة الأخيرة بدأنا نشاهد دخول عدة أنواع من المزروعات، ومنها الأشجار المثمرة، وتعدد الإنتاج الزراعي بين الشتوي والصيفي.

ولكن مع هذا كله لا نستطيع أن ننكر بأن هنالك محاصيل أساسية، وتدخل ضمن الاقتصاد والأمن الغذائي السوري، وهي أربعة محاصيل رئيسية، منها القمح والشعير والذرة الصفراء والقطن، ولكن هنالك مخاطر تلحق بهذه المحاصيل ما هي هذه المخاطر وهل استطاعت الإدارة الذاتية السيطرة على هذه المخاطر؟.

لعل تجربة المنطقة خلال هذا المواسم خلال عام 2020 أعطى ثقل لقرارات الإدارة الذاتية التي أوجدت العديد من الحلول، ولعل من أهم المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي تلك المرتبطة بسعر المنتجات الزراعية، والتي لا تتوافق مع حجم الإنفاق بسبب انخفاض سعر صرف الليرة السورية.

وبهذا الشكل لم تعد هنالك أية عوامل تشجيعية للمزارعين، حيث أن مجهودهم لا يسد حاجاتهم اليومية، وبالتالي كان لابد من خطط تنموية تساهم بدورها في تحسين الوضع العام للفلاحين، وكذلك هنالك مشكلة تأمين الأسمدة ذات السعر المرتفع حيث من الملاحظ بأن أسعار الأسمدة في شمال شرق سوريا مرتفع بالنسبة لباقي المناطق السورية.

وكان من الحلول التي طرحتها الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بأن سعّرت قيمة محصول القمح بالدولار الأمريكي، وكذلك إتاحة الفرصة بتصدير القطن دون أية رسوم جمركية، وعبر كافة المعابر أيضا، كان له دوره في زيادة القيمة المالية للقطن، حيث وصل سعر الطن الواحد إلى ما يقارب المليون ليرة سورية.

وكذلك لا يمكن أن ننكر دور المنظمات الداعمة للقطاع الزراعي، وإن هذه العوامل كلها ساعدت بشكل من الأشكال على  تشجيع العمل الزراعي، بالإضافة للأعمال الخدمية والتي تهدف إلى إصلاح قنوات الري وكذلك المحطات لتخفيف العوائق للإنتاج الزراعي.

ولكن كل ما تم ذكره ينصب في بوتقة الحلول الاسعافية التي تعطي نتائج أنية، وكذلك هنالك وعود من الإدارة الذاتية بدعم مشاريع تنموية للمنطقة تهدف إلى استخدام المنتج الزراعي كمعامل الزيوت ومحالج الأقطان، وكذلك كان مشروع مجفف الذرة الصفراء من المشاريع الناجحة في عام 2020.

وكلنا نترقب تنفيذ باقي المشاريع في الفترة القريبة، والتي تؤمّن المنتجات الغذائية للأهالي، وكذلك نحصل على شيء من الأمن الغذائي الداخلي عبر برامج الاكتفاء الذاتي، والتي تهدف إلى تحسين الواقع العام من كافة الجوانب.

ولابد من ذكر فضل الحلقة الأولى في سلسلة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، وهم أصحاب السواعد السمراء والذين يضمنون بجهودهم استمرارية المنطقة وكذلك حرية المنطقة في اتخاذ القرارات السياسية، دون الخضوع للتأثيرات الخارجية.

ومن هنا يجب أن نعي أهمية المشاريع الزراعية، وكذلك أهمية المشاريع التي تعتمد على استخدام ناتج المشاريع الزراعية في المنتجات التي تلبي حاجة المواطنين.