لكل السوريين

متى سنرى الانتماء المؤسساتي؟

من السنن الكونية لأي عمل لابد أن تسبق الكثير من الأمور تبدأ بالفكرة وتليها المحاكمة العقلية لهذه الفكرة، وعند تبلور الفكرة بشكلها الشفاف لابد من تحويل هذه الفكرة لهدف، ولكي يتحقق الهدف لابد من إيمان وانتماء لهذه الفكرة وهذا الانتماء والإيمان العظيم بها سوف يولد الإرادة لتحقيق هذا الهدف.

وهذه الإرادة لابد أن ينبثق منها العمل وضمان نجاح العمل يتوجب التخطيط والنقاش بموضوعية عن أسباب نجاحه، وكذلك المشاكل المتوقعة التي قد تسبب فشله.

ولابد أن تتوفر القدرة على حل أي مشكلة غير متوقعة قد تطرأ مستقبلا خلال البدء بالعمل، ولو أردنا إسقاط هذه الحقيقة المنطقية على واقع مؤسساتنا التي تأسست جميعها تحت مسمى المؤسسات الشعبية، ومن اسمها تعني خدمة الشعب بكافة أطيافه دون تمييز.

وهذه المؤسسات هي تمثيل لكافة التشكيلات الشعبية الحزبية والطبقية والفقراء والأغنياء وحتى المعارضين لها ولتشكيلها، وأيضا الغاية هو تحقيق الخدمة.

ولتحقيق هذه الغاية لابد من كادر ينتمي لهذه المؤسسات انتماء كلي ومؤمن بأهداف هذه المؤسسات دون الارتباط العشائري أو الحزبي أو القومي.

وهذه المؤسسات بحاجة لقيادة توجه كافة طاقم الفريق نحو تحقيق الهدف العام دون الاكتراث للمصالح الذاتية وتخفيض الأنا والفردانية للدرجة الصفرية، وبهذه الحالة هل تتوقع فشل هذه المؤسسات أو انحراف مسارها بعيد عن الشعب التي تمأسست لخدمته.

وهل هنالك شك بأن هذه المؤسسة ستكون قيادة مجتمعية تصحح المسار العام، وبالتالي سيكون الانتماء للوطن حقيقي دون النظر للعشائرية أو الحزبية أو المذهبية أو الأثنية.

ولكن اليوم حال مؤسساتنا نراه يتوجه للفناء والأسباب تعدد الانتماءات للكادر العامل ضمن هذه المؤسسات، فقد يكون الانتماء كأجندات خارجية هدفها التخريب، والبعض الأخر يتقيد بالانتماء العشائري أي لتسيير أمور أفراد عشيرته عبر عمله.

والأخر انتمائه حزبيا دون الاكتراث للوطن حتى لو كان حزبه مؤسس لخدمة الوطن، وبالتالي هو خارج كافة المنظومات التنظيمية الهادفة للارتباط بالوطن وخدمة كافة الشرائح الحزبية.

ولعل من أقبح أنواع الانتماءات هو الانتماء للذات والهدف هو التحصيل المالي من معاناة أهله ودمائهم وأشلائهم ومن أرواح شهدائهم دون تأنيب للضمير أو وجود أي اعتبار رادع له.

وهذا يجعلنا حقيقة أمام ما نخطط أن يكون مستقبلنا، وهذا يستوجب على كل فرد من أفراد المجتمع صغيرا كان أم كبيرا مسؤولا كان أم من باقي أفراد المجتمع أن يعرف إلى أين ذاهب وما هو المستقبل الذي يريد بنائه لنفسه ولأطفاله.

ولابد أن يكون لديه الغاية والهدف واحد وهو بناء الوطن وخدمة الصالح العام، فكلنا يعي ويعلم بأن تحسن الواقع العام سيؤدي إلى تحسن الواقع الخاص لكل فرد من أفراد هذا المجتمع، وبالتالي لابد من تحقيق أسباب النجاة العامة والدفع للعمل بهذا الاتجاه.