لكل السوريين

المرأة السورية تثبت جدارتها في جميع المجالات

السوري/ حلب  

تسعى العديد من منظمات المجتمع المدني في حلب، إلى تأمين فرص عمل للسيدات تناسب أحوالهن الاجتماعية وتتلاءم مع طبيعة دورهنّ في الأسرة والمنزل، في وقت تعيش فيه صعوبات وعقبات تلقي بظلالها على تفاصيل الحياة، ومع وجود هذا المسعى تشجعت عدة نساء للمضي في رحلة البحث عن فرصة، لكن كان عليهن خوض تدريبات تمهيدية، في خطوة تمثل بوابة الدخول لسوق العمل.

حسناء حريتاني ، التي احترفت الخياطة بعد تدريب خضعت له ضمن مشروع “ لمسات ” في مراكز إبداع المرأة التي تسير في الوقت الحالي باتجاه ميدان التسويق، “ لتكون قادرة على تأمين سوق تصريف لمنتوجاتها التي تعيل فيها أسرتها”. وكانت الخطوة التالية لدى حريتاني بعد تعلّمها “الخياطة” حضورها تدريب “إدارة المشاريع الصغيرة” ضمن نشاط توليد الدخل، في مراكز إبداع المرأة في مدينة حلب.

تقول حريتاني في حديثٍ للسوري” بان الخبرة التي اكتسبتها من التدريب كانت في كتابة المشاريع، وكيفية التعامل مع الزبائن والمنافسين في المنطقة”.

بالإضافة إلى “كيفية التسويق للمنتجات واتباع استراتيجيات لجلب الزبائن، مثل تخفيض الأسعار، والمعاملة الجيدة، وقياس الأثر للخطة، والأهداف التي تم وضعها بإدارة المشاريع المختلفة، وكيفية امتلاك مهارات التواصل والتغلب على حل المشاكل”.

وتطمح حريتاني، التي حولّت غرفة من منزلها إلى مكان مشروعها الصغير أن يتحول شيئاً فشيئاً إلى ورشة كبيرة مستقلة، تحقق من خلالها أقصى “ربح ممكن”، لتحسين الوضع المادي لأسرتها وإيجاد دخل دائم لها.

من جهتها تقول نسرين يونس، إحدى المستفيدات من تدريب “إدارة المشاريع الصغيرة” في تعليقها على أبرز الخبرات التي اكتسبتها من الدورة التدريبية: “التخطيط والتنظيم والتوجيه والمراقبة وضرورة إدارة المشروع وقيادته عن طريق توضيح الهدف”.

كما اكتسبت” مهارات وضع خطة لتحقيق المشروع ثم البدء بالعمل والإنجاز، وفق الخطة الموضوعة، إلى جانب ترويج المشروع التجاري عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، لجلب الزبائن ووضع أسعار مناسبة ومنافسة لأسعار السوق”.

وتوضح يونس التي استفادت من تدريب “الكوافيرة”، الذي يعتبر أحد مشاريع دعم المرأة ، أنها تمكنت من افتتاح مشروع صالون حلاقة، والبدء بالعمل بعد تقديم الاحتياجات اللازمة من قبل إدارة المشروع، وتطمح بدورها من خلال المشروع أن “تحقق الاكتفاء الذاتي مادياً، فضلاً عن توسيعه، بافتتاح قسم خاص بتنظيف البشرة، وبالتالي تحقيق أرباح إضافية”.

في غضون ذلك توضح إسراء حسن وهي مسؤولة بناء القدرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي  أنّ توليد الدخل هو “نشاط يستهدف مجموعة من مستفيدات المساحة الآمنة، اللواتي تم تمكينهن من مهنة، أو لديهن أفكار لمشاريع صغيرة وفق معايير معينة”.

وتقول للسوري”: “يتم العمل على بناء قدراتهن من خلال تقديم تدريب إدارة المشاريع الصغيرة لهن، بهدف توضيح مفهوم إدارة المشاريع وأنواعها، وتحليل بيئة المشروع ودورة الحياة له، بالإضافة للجدوى التسويقية للمشروع وكيفية التخطيط لها، وكذلك كيفية العمل على تطوير المشروع وتقديم مقترح له”.

وتتابع حسن : “المشروع أمّن جميع المواد التي طلبتها المستفيدات وتمّ تزوديهنّ بها. تبع ذلك متابعتهن من خلال زيارات ميدانية واستبيانات لتقييم جودة الخدمة والنتائج”، ويهدف نشاط “توريد الدخل”، بحسب حسن ، إلى “إدخال النساء سوق العمل وزيادة مهاراتهنّ التسويقية وتشجيعهنّ على الاعتماد على أنفسهنّ، بتأمين دخل مادي وخاصةَ السيدة التي هي معيلة لأسرتها وأطفالها”.

وعلى الرغم من صعوبة الوضع المعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق إلا أن الكثير من النساء القاطنات في المحافظات السورية الأخرى لا يزلن يبحثن عن عدة أمور تساهم في تحسين الواقع المعيشي وإعالة عوائلهن في ظل وضع معيشي سيء تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق.

ويلاحظ للمارة في شوارع مدينة حلب كثرة عمل النساء في عدة أعمال كانت بمثابة رهبة للعديد من النساء في سوريا بشكل عام.