لكل السوريين

لا حياة للمجتمعات الا بهذا

أحمد الإبراهيم 

دائما ننتقد الواقع الذي نعيشه؛ ودائما نتململ ونتدمر منه ولعلنا في بعض الأحيان نقوم بشتم المسؤولين وأرباب المهن والأطباء والمعلمين وهلم جرا، ولعلنا حاليا نعاني من واقعنا الذي يتسم بالواقع المشين ففيه ضعف بالعائد الاقتصادي للفرد وكذلك ضعف بالتواصل الاجتماعي وضعف بالارتباط الديني الذي يلهم صاحبه القناعة والذي يولد استقرارا قلبيا ومن كل ما ذكرت.

هنا يتبلور سؤال في فكر كل منا هل نحن مجتمع حي أم خلاف ذلك ولعل الغالبية منكم يجيب دون أدنى تفكير لا والله نحن مواد تسير دون حياة، وبالتالي السمة التي يتفق عليها غالبنا هي أن المجتمع السوري هو مجتمع منهار أو قريب من الموت كثيراً وطالما أغلبنا على اتفاق شبه قطعي.

بذلك فما هو الحل؛ الذي سيكون بمثابة الصدمة الكهربائية التي ستعيد النشاط والحياة لهذا المجتمع من جديد وسنتكلم في هذا المنوال الذي لا حياة للمجتمع بدونه ولننطلق من مكونات المجتمع والتي تبدأ من مجموعة من الأفراد وبالتالي الإنسان هو الحلقة الأولى في تشكيل المجتمعات البشرية وهذه المجموعة لابد أن يكون لها منظومة أخلاقية تحسن تسيير أمور الأفراد وتحدد علاقتهم وتفهمهم حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض وتجاه الوطن وتليها المنظومة العلمية التي تبني من الموجود وتبدع وتطور الواقع ولعلها أحيانا ترفع مستوى الأخلاقيات.

وهذه المنظومة تشمل العلم الشرعي والفلسفي والمهني والصحي وغيرها من العلوم ولابد أن يكون هذا العلم للصالح العام وليس للصالح الشخصي وبدون ارتباط العلم بالمادة، وتليها المنظومة العملية التي تسخر العلم وتعتمد على الضمير في تقديم الأعمال وإتقانها.

وبالتالي تطور مهني خدمي وجميع ما يقدم لابد أن يأخذ فكرة الاستدامة وتليها منظومة الاقتصاد المجتمع الذي يبحث عن تطوير الحالة الاقتصادية لكل فرد ضمن المجتمع عبر فتح فرص العمل والصناعة وغيرها أو عبر استخدام جزء من مال الافراد الأشد غنا لخدمة الأفراد الأشد فقرا عبر فتح أعمال تحسن من واقعهم.

ولكي تسير هذه المنظومات في مسارها الصحيح لابد من أن تكون المنظومة السياسية التي تسيير المجتمع هي منظومة نظيفة وتعمل للصالح العام المجتمعي ولكن لا يكمن التمييز بين الخطأ والصواب وبين الشر والخير إلا بالعلم و من هنا لابد أن نقول العلم أولا وكوننا على أبواب افتتاح عام دراسي جديد نحب أن نوجه رسالة لمعلمينا بالتفاني والصبر، وأن يكون لهم دورهم البارز في التربية والتعليم على حد سواء و أن يشعروا بأهمية ما يقومون به من بناء مستقبل وصناعة حياة لمجتمع وصل للموت وبأيدهم إما يعيدون الحياة أو يكملون قتل هذا المجتمع والذي جميعنا نتيه ضمن أمواجه العاتية ولعلنا لن ننجو طالما نقدس أصحاب المال وأصحاب المناصب ولا نبالي بالعلم وأهله.