لكل السوريين

السوريون

محمد عزو 

تاريخياً عصر الحضارة السورية بدأ منذ العصر الحجري القديم، ويقدر العلماء ذلك التاريخ إلى ما قبل مليون سنة خلت، حيث وصل الإنسان  القديم في رحلته الطويلة  إلى أن وصل إلى الأرض السورية قادماً من “أفريقيا” ليستقر على ضفاف الأنهر في الأرض السورية، إذ أنه بدا بتطوير أدواته في التكيف مع البيئة المحيطة التي ما تزال تحتفظ بإثار هذا الإنسان  الذي استوطن في “سوريا”، ثم بعد ذلك ورثه إنسان.

(نياندرتال) قبل/89/ الف سنة، حيث تطور الاستيطان البشري وتطورت التقنيات رافق ذلك تبدلات مناخية أدى إلى تسرع تنقلات هذا الإنسان وتكيفه البيئوي واختياره لأماكن سكنه واستقراره وبناءه الحضاري السوري… عبر هذا التطور الحضاري ولد السوريون الذين يعرفون اليوم باسم الشعب السوري أو الأمة السورية،  وبالمعنى الدقيق للكلمة، هم مواطني الجمهورية السورية، ويعد لفظ “سوريا” يوناني المصدر واستخدم في أقدم أطواره للإشارة إلى ناطقيه “السريانية” في بلاد الهلال الخصيب.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن موقع الجغرافي المتوسط وأراضيها الخصبة، هذا الموقع لعب دوراً هاماً في اجتذاب عدداً كبيراً من الهجرات إليها عبر العصور التاريخية الموغلة بالقدم، وتمازج هذه المكونات مع بعضها البعض .. أما الهوية السورية الحديثة فقد بدأت ملامحها بالتشكل خلال القرون الوسطى، رغم شح المصدر بهذا الخصوص، ويعتبر القرن التاسع عشر ميلادي مرحلة حاسمة، حيث ظهرت أندية وجمعيات أدبية وسياسية ومفكرين من كافة المكونات نادوا وأسسوا في الهوية السورية، وهو ما علا وتصاعد في القرن العشرين الميلادي المنصرم، ورغم المحاولات الفرنسية إبان الانتداب على سورية في تقسيم سورية إلى كيانات، إلا أنه بحلول العام/1936م/ تشكلت الجمهورية والهوية السورية بالمعنى المتعارف عليه اليوم الجمهورية السورية.

والشعب السوري يعد شعباً متنوعاً عرقياً وقومياً، والغالبية من العرب إلى جانب الكرد والأرمن والسريان والآشوريين، ويقسم سكان سورية بين أهل مدن كبيرة وذات نمط حياتي حديث، تضخمت هذه المدن بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من القرن العشرين الماضي، وهناك سكان الريف او العشائر المستقرة المنتشرة في محافظات الجزيرة الفراتية ومحافظات الجنوب السوري، وتعتبر الزراعة المصدر الرئيس للدخل السكاني.

أخيراً وليس آخراً، تجدر الإشارة إلى أن أصل تسمية “سوريا”؛ انها سميت ب”سوريا” نسبة إلى الإمبراطورية الآشورية التي أقامت دولة حضارية مترامية الأطراف ذات ثقافة واسعة ومتطورة في الهلال الخصيب، مع إبدال حرف الشين بالسين، وهو أمر جائز ومعروف في اللغات السامية، حيث أطلق اسم “سوريا” على المنطقة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط.