لكل السوريين

انتفاضة السويداء مستمرة.. في ظل تنامي حاضنتها الشعبية

الحراك مستمر شهدت ساحة الكرامة بمدينة السويداء جمعة جديدة، احتشدت خلالها جموع كبيرة لتهتف وتغني وتجدد التأكيد على مطالبها بالحرية والتغيير السياسي.

ومن مختلف أرجاء المحافظة وصلت الوفود إلى الساحة في الموعد الذي لم يعد بحاجة للتذكير به، وقطع بعض الأشخاص مسافة 25 كم سيراً على الأقدام من مدينة شهبا باتجاه السويداء، في رسالة رمزية توحي بشغفهم للتظاهر في هذا اليوم.

وبعد توقف نشاط الكثير من مقرات حزب البعث منذ بداية الحراك الشعبي في المحافظة، اتخذ المجتمع الأهلي فيها خطوات جديدة خلال الأيام الماضية لإنهاء دور “الحزب الحاكم”.

واقتحم محتجون الأبواب الموصدة لمقرات الحزب في معظم مناطقها، وأفرغوا محتوياتها وسلّموها لعناصر الحزب.

وكانت بلدة سليم وقنوات شمالي السويداء، سبّاقتين في هذه الخطوة، حيث أفرغ أهالي البلدتين مقرات الحزب، وسلّموا محتوياتها إلى أعضاء الحزب من المجتمع المحلي.

وانضمت فرقة قرية الحريسة بالريف الشرقي للسويداء مؤخراً، إلى المقرات الحزبية التي انتهى دورها، حيث أُفرغ الأهالي محتوياتها، بهدف تحويلها إلى مركز لخدمة الصالح العام.

واستولى المحتجون في بعض المقرات على مئات الوثائق والتقارير الأمنية، وكانت بمعظمها حول تفاصيل الحياة اليومية، ووضّح الكثير منها تحكّم الحزب بمفاصل الحياة، من الخدمات وآليات توزيعها كالمحروقات والمياه، إلى التدخل في المؤسسات الحكومية والتربوية، وآليات تعيين الموظفين.

ويخطط المحتجون لتحويل مقرّات حزب البعث إلى روضات أطفال ونقاط طبية، وغيرها. وكانت خطوة بلدة القريّا أكثر وضوحاً في هذا الإطار، حيث وضع المحتجون فيها برنامجاً محدداً لمركز “سلطان الأطرش الخدمي”.

في حين اكتفى المحتجون في باقي المناطق بوضع عبارة “مركز خدمي” على مقرات الحزب المغلقة دون وضع خطة عمل لتفعيل هذه المراكز التي تحتاج إلى تمويل لا يتوافر في الوقت الراهن.

تواصل الحراك اليومي والوقفات المسائية التي تطالب بالحرية والتغيير السياسي بمختلف أرياف المحافظة، وردد المحتجون في هذه الوقفات الأهازيج الشعبية التي تم تطوير كلماتها لتتناسب مع شعارات الحراك.

وفي مدينة السويداء جابت المظاهرات شوارعها الرئيسية على وقع هتافات الحرية، والتفاعل الملفت من المواطنين، قبل الانتقال إلى ساحة الكرامة مركز الانتفاضة الشعبية.

ومن مدينة  شهبا وبلدات سليم والجنينة والصورة الصغرى وغيرها من البلدات والقرى، توافد العشرات بتنسيق مع الهيئات التنظيمية للحراك، إلى مدينة السويداء يحملون الرايات واللافتات التي كتبوا عليها مطالب الحراك، وساروا في الأسواق والشوارع، وانضم إليهم العشرات من أبناء المدينة.

وتعالت هتافاتهم للحرية والتغيير السياسي والعدالة الاجتماعية، إلى أن وصلوا إلى ساحة الكرامة التي تحولت إلى كرنفال يومي للتظاهر منذ حوالي أربعة شهور.

ولم تمنع الأجواء الباردة وهطول الأمطار المحتجين من التجمّع والتظاهر والهتاف للدولة المدنية الديمقراطية التي يسعون من أجلها.

أحداث مدينة صلخد

توجهت مجموعة من المحتجين إلى مقر شعبة حزب البعث المغلقة في مدينة صلخد لإفراغها من محتوياتها، فأطلق أحد المنتمين للحزب النار بالهواء لمنعهم من الدخول إلى مقر الشعبة، وجرت اشتباكات بالأيدي بين المحتجين وبعض المنتمين للحزب تم تطويقها بمساع أهلية، وانتهت الأزمة بحل اجتماعي تقرر خلاله إعادة تلحيم باب الشعبة، وأعاد المحتجون إغلاقها.

وفي اليوم التالي، نفّذ مئات المحتجين من مختلف مناطق المحافظة وقفة في ساحة مدينة صلخد دعماً للحراك السلمي فيها، وانهى المحتجون وقفتهم بتظاهرة مركزية حاشدة بمشاركة واسعة من الأهالي تخللتها الأهازيج الشعبية، وجابت الشارع الرئيسي في المدينة، وطالبت بالحرية والعدالة والانتقال السلمي للسلطة، إضافة إلى لافتات طالبت بتنفيذ القرار الأممي 2254.

وكانت الاعداد التي توافدت إلى صلخد غير مسبوقة منذ بداية الحراك، مما يؤكد على تنامي الحاضنة الشعبية له، ويشير إلى أن أي محاولة للتعدي عليه ستلاقي رفضاً من كافة الأوساط بالمحافظة.