لكل السوريين

تكاليف مرتفعة بشكل كبير.. أهالي وسط البلاد يقنون في نفقاتهم

حمص/ بسام الحمد

تستمر تكاليف المعيشة بالارتفاع في حمص من دون توقّف، وباتت العائلة تحتاج إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية من أجل تأمين وجبات الطعام الرئيسية شهرياً، في حين لا يتجاوز راتب الموظف 200 ألف ليرة، في الوقت الذي وصل فيه سعر صرف الدولار وفق تسعيرة المركزي 7200ليرة للدولار الواحد.

تقول عائلات إن تأمين المستلزمات الرئيسة من طعام وشراء ومنظفات ومواصلات تبلغ وسطياً 100 ألف ليرة سورية يومياً على أقل تقدير، وفي حال طهت العائلة ليومين أو ثلاثة، وهو مبدأ باتت العائلات تتبعه للتوفير، ما يعني 3 ملايين ليرة شهرياً (أكثر من 400 دولار).

ولا تتضمن التكاليف السابقة، نفقات إضافية من أعطال في المنزل أو أجرة منزل أو زيارة طبيب أو شراء دواء أو حتى مصروف يومي للأطفال أو ملابس، أو حتى الإنفاق على بنزين وصيانة سيارة أو مازوت التدفئة، وإن جمعت باقي النفقات فقد تصل الكلفة الشهرية للمعيشة مع الاقتصاد فيها إلى 5 ملايين ليرة وهو ما يساوي نحو 685 دولاراً.

وتعتمد العائلات التي تنفق ما بين 3  و 5 ملايين شهرياً على حوالات شهرية تأتيهم من الخارج بمعدل بين 100 و 300 دولار، يُضاف إليها ما يجنيه العاملون ضمن العائلة الواحدة حتى يستطيعوا تأمين جميع المتطلبات.

إذ أن وجبة الغداء وحدها تكلفه 75 ألف ليرة على الأقل وغالباً ما يتم الطهي ليومين، أي نحو 37 ألف ليرة يومياً، يضاف إليها نحو 30 ألف ليرة للفطور والعشاء، ليصبح المبلغ اليومي 67 ألف ليرة، ومع إضافة المواصلات إلى المدارس والجامعات ونثريات ونوع فواكه واحد تصل الكلفة إلى نحو 125 ألف ليرة يومياً.

لذا يعتمد الغالبية من تلك العائلات على الحوالات المالية من أبنائهم في الخارج، وبسبب عدم انتظام الحوالات يضطر الكثير منهم للتقنين بالنفقات والمصاريف، حيث باتت النفقات للكثير من العائلات تحتاج لخطة محكمة للنفاذ من الشهر.

في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة اضطر الكثير من المدخنين من الأهالي، للاقلاع عنه، كما يختصر البعض منه تكاليف المواصلات لذلك باتوا يذهبون لعمله سيراً على الأقدام.

وأشار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير سابق نشره، إلى أنّ 70% من السوريين ربما لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الطعام لعائلاتهم، موضحاً: “بعد 12 عاماً من الصراع، والاقتصاد العاجز نتيجة للتضخم، والانهيار القياسي للعملة المحلية والارتفاع غير المسبوق لأسعار المواد الغذائية، هناك 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية من الغذاء، و2.9 مليون آخرون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع”.

وسبق أن قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عام 2021 إن أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تتجاوز الـ90% من إجمالي عدد سكّان البلاد، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة جداً لتغطية نفقاتهم.