لكل السوريين

اشتباكاتٌ دامية في درعا، والفيلق الخامس يجتاح نقاط تفتيش لأمن الدولة

السوري/درعا- تسود حالة من التوتر الشديد في الريف الشرقي بمحافظة درعا بعد الاشتباكات الدامية التي حدثت بين الفيلق الخامس، وبين حاجز تابع لجهاز أمن الدولة في بلدة محجة، شرقي درعا، على خلفية اعتداء عناصر من فرع أمن الدولة على رئيس المجلس المحلي السابق في بلدة محجة، وتدخل عناصر من الفيلق الخامس لحل الخلاف، فأطلقت عليهم قذيفة أدت إلى مقتل اثنين منهم، وحدث اشتباك أسفر عن مقتل عنصرين من أمن الدولة.

على إثر ذلك انطلق رتل تابع للفيلق من بصرى الشام، وقام بوضع حواجز تابعة له مكان الحواجز العسكرية التي انسحبت من بلدات كحيل وصيدا بريف درعا الشرقي.

ووصلت تعزيزات تابعة لجهاز أمن الدولة إلى بلدة محجة، مما فاقم حالة التوتر التي تسود المنطقة.

وفي بلدة صيدا شرقي درعا، وبعد وفاة أحد عناصر الفيلق الخامس متأثراً بجراحه التي أُصيب بها خلال الاشتباكات، تحول تشييعه إلى مظاهرة شعبية طافت شوارع البلدة، ورفعت شعارات مناوئة للسلطة وأغلقت جميع المحلات أبوابها احتجاجاً على الاشتباكات، وتضامناً مع الفيلق الخامس.

تفجير الحافلة

جاءت هذه الاشتباكات على خلفية تفجير حافلة تابعة للفيلق الخامس، حيث تعرضت حافلة المبيت التي تقل 40 عنصرًا من اللواء الرابع التابع للفيلق لتفجير ضخم بواسطة عبوة ناسفة خلال مرورها على طريق الكحيل- السهوة بريف درعا الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل وجرح جميع من كانوا داخلها، كما أحدث الانفجار أضراراً كبيرة بالمكان، وأُسعف المصابون إلى مستشفيات مدينة درعا وبصرى الشام وازرع، وسط أنباء تشير إلى وقوف ميليشيات تابعة لإيران وراء التفجير.

وأعلن قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس أحمد العودة، عقب الحادثة عن نيته تشكيل “جيش جديد في حوران”.

وقال في خيمة العزاء أمام وفود المعزين بقتلى اللواء، “قريباً حوران جسد واحد وجيش واحد، ليس للدفاع عن حوران فقط إنما هي الأداة الأقوى في الدفاع عن سوريا”.

تشييعٌ، ومظاهرات

تحول تشييع عناصر الفيلق إلى مظاهرة احتجاجية في بلدة كحيل ومحجة، ندد خلالها المشيعون بالوجود الإيراني وحزب الله في سوريا، ورفعوا شعارات ضد النظام، وطالبوا بخروج إيران من سوريا.

وخلال تشييع قتلى الفيلق الخامس من أبناء درعا، خرج الآلاف منها بمظاهرة حاشدة، طالبوا خلالها بإسقاط النظام السوري وخروج الإيرانيين وحزب الله اللبناني من البلاد.

كما تجمع الآلاف من أبناء المحافظة في مدينة بصرى الشام، في الريف الشرقي للمشاركة في تشييع القتلى من المدينة، وتحول التشييع إلى مظاهرة منددة بالنظام ومطالبة بإخراج المعتقلين من سجونهم، ومعلنة رفضها الوجود الإيراني في المنطقة، وداعية إلى طرد الميليشيات المرتبطة به.

ممثل درعا في مجلس الشعب

ومن جهته هاجم خالد العبود، عضو مجلس الشعب عن درعا للفيلق الخامس التابع للقوات الروسية، وندد بالهجوم على حواجز الجيش، والسيطرة على بعضها، من قبل ما أسماهم “أطراف الفوضى في درعا”، وأشار العبود إلى أن هذه الأطراف لم تلتزم بتعهداتها في اتفاقيات المصالحة، وعاثت فساداً وقتلا ونهباً، ودعا إلى إعادة النظر بالاتفاق معها.

وطالب الحكومة السوريّة بسحب التزاماتها تجاه هذه المجموعات.

كما طالب “الحلفاء” الروس برفع غطائهم عنها، والتعامل معها باعتبارها أداة فوضى وقتل وسلب، مشيراً إلى أن هذه المجموعات لا يمكن أن تكون من ضمن معادلة استقرار الجنوب، وأمن أهله.

تقرير- لطفي توفيق