لكل السوريين

محافظة السويداء.. شهبا تنتفض بوجه عصابات الخطف والقتل

تقرير/ لطفي توفيق

شهدت مدينة شهبا شمال محافظة السويداء، اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى، وتطورت لتشكل انتفاضة شعبية ساهمت بها مختلف عائلات المدينة ضد عصابات الخطف والقتل والسطو التي تعمل تحت غطاء أمني، وهاجمت ما يزيد عن عشر منازل لزعماء تلك العصابات واحرقتها.

وبدأت الاشتباكات إثر خلافات قام خلالها شاب آل “الخطيب” وهو أحد أخطر أفراد العصابات في شهبا، بإطلاق النار على شبان من آل “الطويل”، مما أدى لمقتل ثلاثة منهم على الفور.

وطارد شباب من آل الطويل القاتل الذي حاول الفرار منهم، وأصابوه بعيار ناري في قدمه، وأثناء نقله بسيارة إسعاف إلى مشفى شهبا، تم الإجهاز عليه وتصفيته، فيما وردت معلومات متضاربة عن مصير شقيقه بين مصادر أكدت مقتله، وأخرى أشارت إلى أنه مصاب ويتلقى العلاج في أحد المشافي.

عائلات شهبا تتحالف وتنتفض

بعد سقوط الضحايا من آل الطويل، اجتمعت العائلة مع عدة عائلات من المدينة من بينهم عدد كبير من آل “الخطيب” الذين رفعوا الغطاء عن أفراد العصابات منهم، وصدر قرار جماعي عن العائلات المجتمعة، باجتثاث جميع أفراد العصابات المتواجدين في المدينة.

وانتشر عشرات الشبان المسلحين من مختلف العائلات في معظم الأحياء، وحاصروا منازل أفراد العصابات، واستهدفوا حوالي عشرة منازل لأفراد العصابات بالقذائف والقنابل اليدوية، وأحرقوا سيارتين، وتمكنوا من إلقاء القبض على أحد الأشخاص الذي قدم إلى المدينة لنصرة أفراد العصابات.

وصادر شباب المدينة كمية كبيرة من المخدرات وجدوها في منزل أحد أفراد العصابات، وهي كمية من الحشيش والكبتاغون والكريستال، التي كان يقوم بترويجها.

رفض الوساطات

رفضت عائلات مدينة شهبا أي وساطة اجتماعية أو رسمية عن طريق أجهزة الدولة بالمحافظة، معتبرة أن أي تدخل لا يعرّي عصابات الخطف والسلب والقتل في المدينة هو تستر على المجرمين.

واتفقت العائلات المجتمعة في مدينة شهبا على أنه لا رجعة عن قرار اجتثاث جميع المجرمين والمتهمين بعمليات الخطف والسلب والقتل، إضافة لكل من تسول نفسه بتجارة المواد المخدّرة والحشيش.

ودعت جميع أقرباء المتهمين والمنغمسين بعمليات القتل والخطف، إلى إعلان التبرؤ منهم، ورفع الغطاء الاجتماعي والحماية عن كل من يقوم بأفعال منافية للعرف والقانون، ويخرج عن عادات وقيم محافظة السويداء.

تضامن مع أهالي شهبا

أعلنت معظم قرى وبلدات المحافظة، ومنظماتها المدنية تضامنها مع أهالي شهبا، وأصدر تجمع شباب ريف السويداء الجنوبي، بياناً جاء فيه “حرصاً منا وتضامناً مع كل يد تضرب بسيف الحق، وعلى نهجنا الصالح نساند وندعم أهلنا في مدينة شهبا العزة والكرامة، ونتحمل المسؤولية والواجب والدعم للتصدي لعصابات الخزي والعار التي عاثت فساداً في جبلنا الغالي.

ونحذر هذه العصابات من دخول قرانا بعد مطاردتها من قبل غيارى بني معروف ونحذر كل من يساندها ويتستر عليها.

ونحن إذ نؤيد هذا الموقف المشرف لغيارى مدينة شهبا إنما نعلن مؤازرة هذا النهج والمباشرة في عملية تخليص كل قرية في جبل العرب الأشم من تلك الحثالات.

واختتم البيان بعبارة “يدنا واحدة وعدونا واحد وقوم تعاونوا ما ذلوا”.

إزالة الأكشاك والبسطات

بعد الانتفاضة التي شهدتها المدينة، وفي خطوة تعتبر الأولى من نوعها في المحافظة، وربما خارجها، قررت عائلات شهبا إزالة الأكشاك والبسطات الطرقيّة، ونقلها إلى السوق الشعبي المرخص، بالتعاون مع مجلس المدينة، دون مقابل أو أجر.

على أن يتم نقلها طوعياً من خلال الحوار مع أصحابها تفادياً لأي نوع من أنواع العنف، وعدم المساس بأعمال الساعين لأرزاقهم المشروعة عن طريق هذه الأكشاك والبسطات.

ودعوة أصحابها للمشاركة باجتماعات مع مجلس المدينة، لتذليل أي عقبات قد تقف في وجه هذا  الحل، خاصة أن بعض المتورطين بانتمائهم للعصابات، استخدموا بعض هذه الأكشاك لترويج المخدّرات والحبوب المهلوسة والحشيش.

فالحلول التي تخلو من العنف أو الاستفزاز، تؤدي  إلى الخروج من المشكلة بطريقة عقلانية تساهم بنزع فتيل أي فتنة أو خروقات، وتساعد العائلات على تحقيق أهداف انتفاضتها.

يذكر أن بعض وسائل الإعلام شبه الرسمية أشاعت أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة شهبا وقعت بين عائلتين كبيرتين، وزعمت أن الأهالي يطالبون بدخول الجيش لحسم الخلافات وإنهاء انتشار السلاح.

في حين أن ما جرى هو انتفاضة استهدف عصابات قتل وخطف، وشاركت فيها معظم عائلات المدينة ومن بينهم أكبر عائلتين في المدينة آل “الطويل” وآل “الخطيب”، واستهدفت مسلحين من عائلات مختلفة، بسبب تورطهم بعمليات الخطف والقتل وتجارة المخدرات.