دمشق/ مرجانة إسماعيل
تتعرض فتيات في دمشق للتحرش الجسدي من دون أن يتمكن من الدفاع عن أنفسهن، في حوادث كثيرة باتت تتكرر بشكل لافت بهذه الطريقة دون أي حلول أو تحرك فعلي لمواجهة هذه التعديات، ودون أن يحرك أي لكن لم يحرك أي أحد ساكنا لما يحصل.
وفي الغالب معظم الفتيات يتعرضن للتحرش بأشكال مشابهة أو من نوع آخر لكن الجميع يصمت في مثل هذه الحوادث خوفا من المشكلات.
تقول لبنى وهو اسم مستعار لطالبة جامعية في دمشق: “كنت أتعرض سابقا لبعض التحرشات اللفظية من بعضهم، لكن لم أتخيل أبدا أن يتجرأ أحد على التعرض لي بهذه الطريقة أمام الناس بطريقة مستفزة ولا يتحرك أحد لمساعدتي”.
وتضيف: أن “السرفيس والأسواق المكتظة لا سيما الحميدية والصالحية هي الأماكن الأكثر ملائمة للمتحرشين لممارسة أفعالهم اللاأخلاقية، وفيها تكون الأجساد متلاصقة أو قريبة من بعضها”.
وتشير إلى أنه: “لا توجد خصوصية للنساء في مثل هذه الحالات، غالبهن يقعن ضحية سائق طماع ومتحرش مفترس. بداية كنت أخجل عندما يحاول أحد ما التعدي على حرمة جسدي لكن مع الأيام أصبحت أكثر جرأة ولا أقبل بهذا الأمر بتاتا رغم أني تعرضت لبعض المشكلات”.
لا تنكر الشابة العشرينية أن التحرش أصبح أكثر انتشارا وتطورا لا سيما خلال السنوات الأخيرة، وتعزو الأمر إلى أسباب عدة من أبرزها زيادة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وانتشار الفقر والمخدرات وتأخر الزواج وانتشار العنوسة بين الجنسين.
وقبل أشهر قليلة نشرت صفحات إعلامية في دمشق على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا قالت إنه لعراك استخدم فيه عصي وسكاكين بعد أن تحرش شخص بفتاتين خلال عودتهما مساء إلى منزلهما.
ومن أهم أسباب التحرش هو غياب تطبيق النصوص القانونية، إذ أن القانون السوري ينص على أن عقوبة التحرش اللفظي هي الحبس من يوم إلى عشرة أيام. وإذا كان تحرّشاً جسدياً فتكون العقوبة الحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات أي عقوبة الجنحة.
ورغم ارتفاع معدلات هذه الحوادث لكن لا تؤخذ على محمل الجد ولا تتم ملاحقتها سواء من قبل أجهزة الشرطة أو حتى الضحايا الذين يتعرضون لهذه الاعتداءات وفي غالب الأمر لا يتم تقديم شكوى قانونية.
ويزداد التحرش في المجتمعات التي تعاني من تفكك أخلاقي وتعيش أزمات نفسية وأخلاقية وهي تتفاوت بحسب شدة القوانين ونظرة المجتمع للمتحرش عليه.
لكن، منح الثقة للأبناء ليتحدثوا عن كل ما يتعرضون له أمر ضروري لحمايتهم، وهناك ضرورة لعدم السكوت عن هذه الحوادث والسماح للمتحرش بالتمادي، وشددت على ضرورة التوعية والإرشاد للفتيات والأطفال من قبل الأهل وفي المدارس للتقليل من هذه الحوادث.