لكل السوريين

في الذكرى السابعة لتحريرها.. نساء الرقة من القمع الداعشي إلى إدارة المؤسسات

الرقة/ أحلام عبد الجبار

تستعد مدينة الرقة لاستقبال الذكرى السابعة لتحريرها من أعتى استبداد إرهابي عرفته البشرية، الذي دحُّر بسواعد ابناءها قوات سوريا الديمقراطية، وخلال عملية التحرير برز دور المرأة في تحرير نفسها ونفض الغبار الداعشي عن مدينتها، بالإصرار والعزيمة.

يصادف الـ 20 من تشرين الأول الحالي الذكرى السنوية السابعة على تحرير مدينة الرقة من إرهاب داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية وإزاحة الرعب والارهاب عن أهالي المدينة، وخاصة المرأة لما عانت من تهميش واضطهاد.

عانت المرأة السورية بشكل عام والمرأة الرقية بشكل خاص من الأنظمة القمعية للمرأة، فعانت الاضطهاد والديكتاتورية، دون أي تحرك فعلي لفك السبات القصري عن المرأة، وأعطاها حق الرأي والتعبير.

وبعد سيطرة فصائل المرتزقة التابعة لتركيا بداية عام 2013، أملت المرأة بتحسين الحياة الاجتماعية لها، لكناها وقعت مرة أخرى ضحية التعصب والهمجية التي كان يمارسها افراد الفصائل، ولم يكن لها أي دور في المجتمع.

وفي ضل سيطرة مرتزقة داعش لمعظم مناطق سوريا والعراق نهاية عام 2013، كانت الفترة الممتدة حتى تحرير عام 2017، الاكثر عنف وإرهاب عرفته المنطقة عبر التاريخ وانعكاساته على المرأة بالدرجة الأولى، لي تهان المرأة الرقيّة وتضرب وتجلد على مرأى ومسمع العالم أجمع دون تحريك ساكن.

وضُربت المرأة في شمال وشرق سوريا ابان سيطرة داعش بأشد انواع الظلم الاجتماعي وسلب كامل للحقوق، وفرض قوانين تدخل في أدق تفاصيل حياتها، من لباسها وتزويجها لأمراء داعش وحرمان من حقوقها والتدخل حتى في حياتها اليومية وتربية أطفالها.

وبعد إعلان حملة غضب الفرات بقيادة قوات سوريا الديمقراطية، كانت نساء الرقة سباقات لتحرير أنفسهن واراضيهن من رجس الإرهاب، تحت انضار العالم أجمع، لتقف الدول المجاورة التي تدعي الإنسانية مكتوفة الايدي لا تحرك ساكن.

وبعد الطعن بخاصرة المرأة السورية ومحاولة افشال ثورتها من قبل دولة الاحتلال التركي، واحتلال مدينة عفرين السورية ومحاولة احتلال المزيد من الأراضي، وقفت المرأة بوجه هذا العدوان الغاشم وقدمت أكبر التضحيات، لتسطر البطولات والملاحم.

في الذكرى السابعة لتحرير مدينة الرقة من الارهاب الداعشي، كان لصحيفتنا “السوري” لقاء مع الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، مريم إبراهيم؛ التي تحدثت قائلة: “تحملت المرأة السورية العبء الأكبر كان يقع عليها بالدرجة الأولى على كافة الاصعدة، فعانت المرأة السورية ما عانته في زمان داعش ما لم تعرفه ايام سيطرة الحكومة السورية وغيرها من الفصائل، وكان لها النصيب الاكبر من القسوة والمعاناة”.

وتابعت: “لكوني امرأة من مدينة الرقة ممن عاصنا داعش، رأيت ما رأيت وعانيت كحال الكثير من النساء السوريات، ولو بحثنا على الجدول الزمني؛ نجد ما عانته نساء الرقة الاعنف والاشرس على مرّ التاريخ”.

وعن حياة المرأة بعد التحرير تحدثت مريم ابراهيم: “تحولت المرأة في عموم شمال وشرق سوريا من التهميش والقمع إلى مثال يحتذى به، ووصلت إلى الأماكن التي لطالما حلمت به، من اثبات نفسها داخل مؤسسات الإدارة الذاتية مشاركتها للرجل في إدارة المؤسسات ووصولها إلى نظام الرئاسة المشتركة”.

وأشارت مريم إبراهيم إلى دور المرأة في المجال العسكري واثبات نفسها كافة الميادين العسكرية، ولم يكن دورها بالمشاركة فقط بل كانت على الخطوط الأولية، ومن ثم لتصبح رمز شعبي ودولي فعال له دور ريادي في تحرير المنطقة، اثبات نفسها بكافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وافتتاح المؤسسات النسوية.

واختتمت: “بعد أن كانت المرأة لا تصلح شاهد على أي قضية، اصحبت اليوم قاضية، ولها دور ريادي في لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل، لتطبق ما كانت تعاني منه بالسابق، ومنح المرأة حقوقها، وتحسين احوالها وتطوير حياة بشكل عام”.