لكل السوريين

الحفاظ على الحرف التقليدية والتراثية في الجزيرة السورية

هذه مهمة مناط بها أبناء منطقة الجزيرة السورية العليا من المختصين والمثقفين، في سبيل الحفاظ على الهوية السورية والاهتمام الواعي بتوظيف التراث في شتى المجالات، وفي الذاكرة الشعبية المحلية ما تزال صور الحرف اليدوية راسخة في الأذهان، واليوم نسميها بالصناعات التقليدية المعتمدة على اليد، أو حتى باستخدام أدوات يدوية بسيطة فقط.

و”سورية’ عرفت حرف يدوية منذ عهود بعيدة، آذ عُرف الشعب السوري بجميع مكوناته عبر تاريخه الطويل وصولاً لليوم، بحذاقته في صناعة الحرف اليدوية، من حيث استخدام المنتجات الطبيعية من المواد المتوفرة، كالقطن ومادة صوف الشاه، وشعر الماعز، ومادة الخشب والحرير، وكان طريق الحرير يمر عبر مدن “سورية” مثل “تدمر” عبر البادية و”الرقة” التي كانت ذات أهمية وشأن كبير، لذلك تشتهر المدن السورية، ومنها مدن الجزيرة السورية، بتنوعها وغناها وتفردها من حيث الدقة واتقان الصنعة، لذا نرى القيام بالعمل على التقيد بنظام الطوائف الحرفية:

ـ إنشاء مراكز عمل ووضع أنظمة مساندة تأخذ بعين الاعتبار مبدء التسويق بصفة عامة ولاسيما المنتجات التراثية.

– مبدأ العمل الدقيق، وضرورة الاهتمام والتركيز على التشكيل اليدوي التراثي وتطويره والنهوض به تجنباً للضياع والاندثار، من خلال الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

– العمل على إعادة احياء منتجات صناعة الحرف التراثية الشعبية.

– القيام بدورات تدريبية لأفراد مؤهلين صناعيين لارتقاء وجودة منتج الحرف اليدوية

– العمل على إيجاد داعم اقتصادي أي كان شكله للقيام بالصناعات الحرفية.

– وفي حالة قيام ورش حرفية تقليدية، يجب أن يصاحبها ورش للحكي الشعبي تتحدث عن الحرفة وتاريخها وأهميتها.

مما سبق من كلام نشير إلى أن الحرف التراثية التقليدية، هي منارات وكنوز تراثية ينبغي الاهتمام بها وهي كثيرة منها:

– المنسوجات اليدوية والتطريز

– المنتجات الزجاجية وقد مورست هذه الصناعة في “الرقة ودير الزور” حديثاً.

– حرف الأحجار، والفخار. وصناعة الآجر في مصانع هرقلة اليدوية والطلب عليه كثير، إنتاج وصناعة الخزف، المشغولات الخشبية.

وانتاج السجاد وكانت في “الرقة” ومدن “الجزيرة” عدة ورش لصناعة السجاد في اماكن عدة. وصناعة البرغل والطلب عليه كبير جداً في “الرقة و”الحسكة” و”الدير”، صناعة تجفيف الخضروات وتخزينها وتسمى في “الجزيرة” بـ ” الشجيج” مثل شرائح الباذنجان والكوسا والبامية وورق العنب والبندورة والقرع وغيرها من مواد “بيتوتي”.

ومن ما تم ذكره يمكن اختيار المواد التي يمكن التركز عليها وإعادة الاهتمام بها كمنتج تراثي تقليدي.. ولأهمية هذه الخرف وغيرها، لابد من اتباع أهم الوسائل العلمية المتاحة، والعمل على توفير الامكانات للحفاظ عليها من الاندثار والنسيان، وتدريب أجيال جديدة من ابناء الجزيرة السورية تجيد التعامل معها على أسس صحيحة، لان إعادة إنتاج مثل هذه الصناعات التقليدية يعد ثروة اقتصادية محلية ومستدامة وهي إرث حضاري علينا أن نتمسك به.