لكل السوريين

مصير مجهول ينتظر عائلات أصحاب الأكشاك و”الكولبات” بمدن طرطوس

تقرير أ ـ ن

تبليغات وتهديدات وإنذارات من مجالس بلديات مدن طرطوس لإزالة الأكشاك والكولبات والبسطات الموزعة في كافة الأسواق الشعبية في المدن الرئيسية وعلى الطرق الرئيسية بين المدن وعلى أوتوستراد حمص –طرطوس- اللاذقية، فيما تم استثناء أكشاك ذوي الشهداء والجرحى، ويأتي هذا الإنذار استنادا لكتاب وزارة الإدارة المحلية والبيئة رقم ١٩٣ تاريخ ١ / ٢ / ٢٠٢٤ القاضي بعدم منح رخص ترخيص الأكشاك والبسطات لغير ذوي الشهداء والجرحى.

السيد أبو يوسف صاحب أحد الاكشاك في مدينة الدريكيش قال لنا: ما هو مصير العشرات من العائلات الذي يعيشون من وراء هذه البسطات والكولبات، ونحن ماذا سنعمل بعد أن تنقطع أرزاقنا بهذه البساطة، وأنا مثل غيري منذ أكثر 8سنوات أعمل بهذه الكولبة وأدفع كل ما يترتب علي من رسوم وضرائب، والأيام صعبة والمعيشة غالية جدا وعندي أسرة مؤلفة من بنتين وشابين وجميعهم طلاب، وكيف لي أن أجد سبيلا للرزق يؤمن معيشتهم بأمان وحاجياتهم عدا عن الأدوية إذا مرض أحدهم.

السيد مطانيوس وهو من أهالي صافيتا ولديه كشك كبير قليلا يبيع فيه دخان وهدايا صغيرة وحلويات وبطاطا وقسم آخر من الكشك لبيع المشروبات الساخنة، أخبرنا: أنه منذ عام 2012 ونحن نعمل هنا وتوسعنا عام 2015بالكشك، حيث أصبح على هذه الهيئة ونعمل بالليل والنهار وخاصة أن الموقع على مفترق طرق، وكل شي سنتين يأتون إلينا وينذرونا بالإخلاء، وهذه المرة يصرون علينا بالإخلاء والبحث الفوري لإيجاد بدائل أو تأمين مصدر رزق يؤمن حياة أولادهم إن تم الإغلاق في الوقت الراهن، ونحن من سنوات لانفهم هذه الآلية إلا أنها آلية للابتزاز وسرقتنا من جديد، لأنه لا أحد يهمه لا تجميل المدينة ولا ترتيبها إلا فقط البحث عن سبل السرقات والابتزاز، كل ما جاء على بالهم يشيلوا هيك أوامر أو قرارات يرفعوها وبحطوها على رقابنا وتبدأ مسيرة الابتزاز والارتزاق ونحن لا حيلة لنا ولا قوة يحاربوننا بالقانون ويسرقوننا بالقانون والحق معهم.

السيد أبو طلال ولديه بسطة طويلة في منتصف سوق الشيخ بدر، أوضح لنا قصته مثل المئات المعترين كما قال: منذ أكثر من ست سنوات وأنا مشتري وليس ضامن بس ووقوف بسطتي هذه، وأدفع كل شيئ يترتب علي من ضريبة وزبالة ونطارة بالليل وأي نوع من الضريبة يخبرونا بها، يعني لا أبالغ أكثر من نصف المربح شهريا لهم، والآن يريدونا أن نغلق، وجوابهم أمر من الشام، وهذه القرارات الجائرة والظالمة وبحق مئات العائلات الذي يرتزقون من الكولبات والأكشاك والبسطات، فنحن ندفع ثمن وقتنا وكأننا مستأجرين مكان الوقوف لكن بلا عقد آجار.

السيد أبو خالد صاحب كشك متوسط المساحة في مدينة طرطوس بحارة الكراجات القديمة، وقال لنا: حصلت على هذه المنحة الربانية منذ سبع سنوات وبعد عشرات الوسائط والدفع والهدايا، ولا أقصر بدفع على ما يتوجب على من رسوم وضرائب، لكن هذه القرارات الفاجرة لا تطبق إلا عندنا في طرطوس، ولم نفهم لماذا؟ غير الأذى وتيئييس أصحاب الأكشاك وعائلاتهم منكل هذه الحياة الظالمة، ليوضحوا لنا أصحاب هذه القرارات وحرصهم الكبير على المصلحة العامة كيف يمكن أن يوفقوا بين هذه القرارات وبين موافقة المكتب التنفيذي للمدينة قبل أيام على منح رخص إشغال مؤقتة على الأرصفة لبعض تجار السيارات سبقه بمدة منح رخص لبعض بائعي الأدوات المنزلية والحبوب وأصحاب المولدات مع تخفيض رسوم إشغال المتر المربع لشاغلي الأسواق الشعبية أيضا، يبدو أن الترخيص لهؤلاء أدسم وهم أكثر سخاء مننا نحن الدراويش، ويبدو أن انتشارهم يتضارب مع وجودنا لذلك كان من الواجب إيجاد حل لنا وعلى حساب قوتنا وعيشتنا.

السيد أبو يزن لديه كشك لبيع الخضار والفواكه منذ سبع سنوات، على كتف الأوتوستراد ومفرق داخل إلى بانياس من جهة اللاذقية، قال لنا: الإنذار الذي لم يكن الأول من نوعه، لكنه الآن جدد الأوجاع والآلام للعديد من العائلات المعتاشة من هذه الكولبات والاكشاك والبسطات، حيث سبقه في السنوات السابقة عدة إنذارات مماثلة كانت تنتهي بترضيات واتفاقيات بيننا وبين مجالس البلدية، في حين تمت إزالة بعض البسطات والكولبات والأكشاك عن الأرصفة منذ سنتين مع التمديد فقط لذوي الشهداء والجرحى، علما أن البعض قام بالاعتراض والرد بفرش بضاعته من أجل الاستمرار بتأمين لقمة العيش، اعتقد يكفي لعب بالأعصاب والابتزاز، أنا تمنى أن تقوم البلدية بتنظيم هذه الأمور وإجراء عقود نظامية وتأجيل فكرة التجميل والتحسين إن كان هذا هو الهدف من مثل هذه القرارات، والتوجه لإيجاد حلول حاسمة وجازمة للاستثمارات الأكبر والأكثر جدوى للبلدية.