حلب/ خالد الحسين
في خطوة طال انتظارها، شهدت منطقة السفيرة وتل عرن في ريف حلب الشرقي عودة المياه إلى أحد أهم قنوات الري التي توقفت عن العمل منذ سنوات طويلة بسبب الحرب والدمار الذي طال البنية التحتية. هذه العودة لم تكن مجرد حدث إداري، بل كانت بمثابة الحياة من جديد لأراضٍ جفت ولزراعات كادت أن تختفي بسبب قلة المياه.
يقول المزارع محمد الحسن من قرية تل عرن: “كنا نزرع القمح والشعير والخضروات، ولكن منذ جفاف القناة، اعتمدنا على مياه الآبار المالحة التي بالكاد كانت تكفي لري الأشجار، وكانت المحاصيل ضعيفة ومكلفة”. من جانبه، يضيف المزارع حسين الخلف من قرية أم العمد: “اضطررنا أحياناً لترك أراضينا بسبب ارتفاع أسعار المازوت وحاجتنا لصيانة الآبار، ولم يكن هناك عائد مجزٍ من الإنتاج”.
أما المزارع أبو خالد فقد عبّر عن سعادته بعودة قناة الري قائلاً: “الماء هو الحياة بالنسبة لنا، والأراضي هي مصدر رزقنا. عودة المياه تعني أملًا كبيرًا لنا، ونحن نأمل أن يكون هناك اهتمام أكبر من الحكومة بقطاع الزراعة”.
وفي تصريح خاص لصحيفة “السوري”، قال مسؤول في مديرية الموارد المائية بحلب، “تمت إعادة تأهيل القناة بعد جهد كبير تمثل في إزالة الأتربة والركام وتنظيف مجاري التصريف. هذه الخطوة هي البداية ضمن خطة شاملة لإعادة تنشيط شبكة الري في ريف حلب الشرقي، وستتبعها عملية إصلاح واسعة للقنوات الفرعية إذا حصلنا على دعم حكومي حقيقي”.
من جهته، عبّر عضو اتحاد الفلاحين في المنطقة حسن دباس عن أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والفلاحين قائلاً: “نطالب بتوفير محركات ضخ إضافية، ودعم المحروقات للمزارعين، وتأمين مياه الري بشكل منتظم طوال الموسم، فـالزراعة هنا تمثل المورد الأساسي لمعظم السكان”.
عودة المياه إلى الريف الشرقي لحلب تعني أكثر من مجرد ري الأرض، إذ تمثل عودة الأمل في حياة أفضل، وتعيد الاستقرار إلى المنطقة، وتعزز الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة. هذه الخطوة الهامة تسهم في إحياء مساحات واسعة من الأراضي الخصبة التي هجرت خلال سنوات الحرب، وتشغيل الآلاف من الأيدي العاملة، وتأمين احتياجات السوق المحلي من المنتجات الزراعية.