لكل السوريين

محافظة السويداء.. نقص في المياه وغزارة في الاحتجاجات

السويداء/ لطفي توفيق

تجمع عشرات المواطنين أمام مديرية المياه بالسويداء احتجاجاً على أزمة المياه التي تعيشها معظم مناطق المحافظة.

واتفق المحتجون على استمرار التصعيد السلمي لمواجهة عدم التزام الدولة بالحد الأدنى من واجباتها وهو توفير المياه للمواطنين، وعدم جديتها في إيجاد حلول لمشاكل الآبار القائمة منذ سنوات.

وطلب محافظ السويداء لقاء المحتجين، فتوجه وفد منهم إلى مبنى المحافظة، والتقوا معه وطالبوه بإيجاد حلول جذرية لإنهاء مشكلة نقص المياه.

وقدم الوفد عدة مقترحات لإنهاء هذه الأزمة، منها ربط الآبار بخلية تغذية خاصة من شركة الكهرباء، وإخراجها من نظام التقنين الكهربائي الذي يسبب المشكلة الأبرز في تعطل الآبار.

كما طالب بمنح الرخص للعدادات الزراعية، بما يسمح للمواطنين بالاعتماد على الزراعة المروية، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الخانقة.

وجاء هذا التحرك الجديد في ظل أزمة مياه خانقة تعيشها معظم مناطق المحافظة، ففي مدينة السويداء تعاني معظم الأحياء من شح في مياه الشرب وتتزايد الشكاوى من أحياء المقوس، والدبيسي، والاستقلال، وطريق الرحى، وطريق كناكر.

تشتكي عدة مدن وبلدات وقرى المحافظة من عدم توفر المياه بما يكفي لحاجة السكان خاصة في مدينة شهبا، وبلدات القريا، وشقّا، وقرى دوما وعراجة وذيبين وكفر اللحف، وغيرها من القرى والبلدات.

وقد ارتفعت أسعار نقلات الصهاريج الخاصة خلال الفترة الماضية بسب أزمة المحروقات، حيث يتراوح سعر النقلة التي لا تكفي لأكثر من أسبوع، بين 15 إلى 20 ألف ليرة سورية حسب المنطقة، وهي مبالغ تثقل كاهل المواطنين وتزيد معاناتهم.

احتجاجات وغليان شعبي

وكانت مدينة السويداء قد شهدت تحركات على عدة مستويات في ظل حالة من الغليان الشعبي، حيث قطع محتجون طريق دمشق السويداء لعدة ساعات، وحاصر أخرون مقر شركة “تكامل” وأخلوا المبنى من الموظفين، احتجاجاً على شح مادة البنزين، والقرار الأخير المتعلق بالبطاقة الذكية، وقد التقى المحافظ بوفد من المحتجين أيضاً، ووعد بالبحث عن حلول لمطالبهم.

وكانت آخر الاحتجاجات تجمع عشرات المواطنين في ساحة وسط مدينة السويداء، وهم يحملون الشموع وصور الشاب الذي سقط برصاص قوات أمنية اقتحمت قرية “أم الرمان”، وداهمت أحد منازلها، وأطلقت النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل الشاب، وإصابة ثلاثة أخرين.

وطالب المحتجون بوضع حد لممارسات الأجهزة الأمنية، والجماعات المتهمة بالتبعية لها.

كما عقد اجتماع في دار الطائفة بمدينة السويداء، بين مشيخة العقل، وعدد من المسؤولين من بينهم محافظ السويداء، وقائد شرطتها، وعدد المسؤولين الأمنيين، ووفد من أهالي قرية أم الرمان، لمتابعة الأحداث الاخيرة في القرية.

وذكرت الصفحة الرسمية لدار الطائفة، أن الاجتماع تم برعاية مشيخة العقل، ونقلت تصريحاً لمحافظ السويداء تحدث فيه عن أن الموضوع الذي حدث متابع من أعلى المستويات.

كما نقلت تأكيد قائد شرطة المحافظة أن الدعوى أحيلت إلى القضاء العسكري للتحقيق وإظهار الحقيقة، وطلبه من أهالي القرية متابعة هذه الدعوى لتحديد الفاعل للوصول إلى حقهم القانوني.