لكل السوريين

الفشل في تحقيق الإصلاح يدفع الناس للتظاهر في السويداء

اعتبر عضو مجلس أمناء لجان الديمقراطية السورية (امارجي) فاضل نوفل تطور الاحتجاجات التي شهدتها مدينة السويداء مؤخراً إلى المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، “حالة طبيعية”، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد، وفشل الحكومة السورية في تحقيق إصلاح عام من جميع مناحي الحياة.

وقال نوفل في تصريحات له الخميس: “إن هناك طابع جديد للحراك الشعبي، فالحالة الاقتصادية المأساوية، بدءاً من انهيار الليرة، وانقطاع المواد الأساسية، والوضع المزرِ للقطاع الصحي والتعليمي يدفع الشعب للقيام بمظاهرات يطالب فيها بحقه في العيش”.

ويضيف أن “هذا الحق مرهون بإصلاح كل مؤسسات الدولة من اقتصادية، تعليمية، خدمية، إلى سياسية، وعجز الحكومة عن تحقيقه فهي المسؤول الأول”.

وقال الناشط السياسي: “في ظل استمرار الفساد، والرشوة، وتحكّم أجهزة الأمن برقاب الناس، والذي تعانيه البلاد منذ 1970 فلا بد من تغيير تلك الحكومة”، مشيراً إلى أحقية الناس في التظاهر بعد بلوغ أكثر من 85% تحت خط الفقر، وتحكّم قلة قليلة بمقدرات البلاد.

وأشار نوفل إلى أن مظاهرات السويداء هي مظاهرات سلمية، وتعيد البلاد لعام 2011، بدليل أن شعارات المحتجين حول “خنقتونا بدنا نعيش”.

وقال إن محافظة السويداء قدمت مثل باقي المحافظات السورية ثمناً لتظاهراتها، وقدمت أكثر من /50/ شاباً تحت التعذيب.

وأن السويداء شهدت خلال سنوات الحرب حالة عسكرية ثورية نادرة، إذ أن كتيبة السلطان باشا الأطرش لخلدون زين الدين رفضت أن تقاتل بمناطق تواجد المدنيين كما رفض مشايخ الكرامة أن يتركوا الشباب المطلوبين للجيش بل حموهم بعد رفضهم للقتال في مناطق أخرى من سوريا كما أن السويداء استقبلت، ومنذ البداية النازحين من المحافظات الأخرى.

وقال عضو مجلس أمناء لجان الديمقراطية السورية نوفل: “إن السويداء لم تشارك بزخم كباقي المحافظات في بداية الحراك لأنها ذات أكثرية درزية، وتعتبر أقلية ضمن النسيج السوري ولديها مخاوفها”.

وأضاف أن “حزب البعث حاول تدجينها ضمن سياسة القطيع ذلك أن القيادات الدينية للأسف تعبّر عن سياسة السلطة، ولو بشكل متفاوت”، بحسب قوله.

كما أشار إلى وجود ثلاث مشايخ للعقل بينهم الشيخ الحناوي أقرب لمساندة الناس في حقهم بالتظاهر، والمطالبة بالحقوق لكنه على مسافة واحدة مع السلطة إلا أنه، ومع الانتشار الهائل من الشعارات الطائفية كان للمشايخ موقف مساند للجيش، والنظام، وعبر عن اعتقاده أن ذلك يرجع “إلى خوفها من أي تغيير قد يكون مفاجئ لها، خاصة بعد انتشار الفكر السلفي بشكل لافت في سوريا”.

وقال إن: “تبعية القيادات الدينية للسلطة يؤثر على الحراك الشعبي، ولو أن القيادة الروحية كانت على موقف واضح لكان هناك أعداد أكبر بالمظاهرات بدليل أن بيان الهيئة الروحية الأخير بصدد الواقع الاقتصادي، ومطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها أراح الناس”.

ويرى نوفل أن موقف الحكومة السورية تجاه ما يجري في السويداء من مظاهرات يتضح عبر التسريب الصوتي لمسؤول الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في المحافظة الذي دعا فيه الكوادر في المعاهد، والمدارس، والعاملين في قطاع التربية للمشاركة في المسيرة تحت التهديد بالفصل.

واعتبر أنَّ النظام يحارب المواطن بوظيفته فهناك العشرات الذين فصلوا من وظائفهم بالسويداء إضافة لطلاب فصلوا من مدارسهم، وجامعاتهم خلال السنوات الماضية لذا يستجيب الموظف، أو الطالب خوفاً، وهي سياسة ممنهجة منذ 1970″، وفق قوله.

وقال نوفل: “إن لدى الشباب وعي كامل لعدم التصادم فهو ما تريده أجهزة الأمن، ويعمل على تحويله لصدام مسلح لكنَّ الشباب حريصون على السلم الأهلي، وكل ما قد تفعله الأخيرة  لافتعال الصدام سيواجه بوعي، ومحاولة عدم الانجرار وراءه”.

ونُظِّم أول اعتصام احتجاجي أمام مبنى المحافظة في السويداء في 31 أيار/ مايو الفائت طالب فيه المحتجون بتحمّل الحكومة السورية مسؤوليتها حول تردي الوضع المعيشي، وضبط الأسعار المرتفعة، وحماية المحاصيل من الحرائق.

لكن الاحتجاجات عادت إلى أمام مبنى المحافظة، وفي ساحة السير بالمدينة للاحتجاج على فشل الحكومة السورية في تحسين الواقع الاقتصادي للبلاد، واستمرت بعدها بشكل يومي محولة مطالبها من تحسين الأوضاع المعيشية إلى المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.