لكل السوريين

رغم تصاعد الاحتجاجات.. غزة بين سندان القصف ومطرقة الجوع

سلًطت صحف عالمية الضوء على تطورات الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وعلى حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، بسبب القصف العشوائي الإسرائيلي المستمر، والنقص الحاد بالمواد الغذائية الذي يهدد حياتهم.

وذكرت الصحف أن إسرائيل أمعنت في استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين خلال الأشهر الماضية، حتى أصبحت لقمة الطعام الهم اليومي الأكبر للمواطنين في ظل شح المساعدات، وتدمير “تكايا الطعام”، وهي السلل الغذائية المحلية للسكان.

وظهرت “تكية الطعام” كمبادرة محلية يحاول فيها الناس التغلب على الجوع من خلال الحصول على طبق طعام يومي، بعد الوقوف بطوابير مزدحمة لساعات طويلة، على أمل الحصول على وجبة واحدة تسد رمقهم، وتساعدهم على مواصلة حياتهم في ظل الحصار الإسرائيلي للقطاع.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست، أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، يمثل أول اعتراف رسمي من تل أبيب بأن القطاع يقترب من المجاعة.

ودعت حركة حماس محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، إلى توثيق هذه الانتهاكات، والعمل على استكمال إجراءات محاسبة إسرائيل وتقديم قادتها إلى العدالة.

احتجاجات أوروبية

في خطوة غير مسبوقة، وقّع حوالي ألفي موظف من موظفي الاتحاد الأوروبي، على عريضة تطالب قادة التكتل باتخاذ إجراءات فورية لوقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وشددوا على أهمية فرض حظر على توريد الأسلحة إلى تل أبيب، ودعم أمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.

وتنظم مجموعة “موظفو الاتحاد الأوروبي من أجل السلام” تجمعات احتجاجية أسبوعية أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، بمشاركة نواب من البرلمان الأوروبي أحياناً.

وقال وزير الخارجية الإيطالي إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح غير مقبول، ويجب أن يتوقف فورا، وحذّر من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسراً.

وأضاف خلال نقاش محتدم في مجلس النواب “يجب أن يتوقف القصف، ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي”.

وطالبت أحزاب المعارضة الحكومة الإيطالية بفرض عقوبات على إسرائيل، والاعتراف رسميا بدولة فلسطين.

ومن جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فيه.

كتّاب ضد الإبادة الجماعية

أدان ثلاثمئة كاتب بالفرنسية من بينهم اثنان من حائزي جائزة نوبل للآداب، الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالوا في بيان نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية “نطالب بفرض عقوبات على دولة إسرائيل، وبوقفٍ فوري لإطلاق النار، وضمان الأمن والعدالة للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وآلاف والسجناء الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً في السجون الإسرائيلية”.

وأشار الموقعون على البيان إلى أن “تصريحات علنية لوزراء إسرائيليين، مثل سموتريتش وبن غفير، تعبر عن نيات إبادة”، وأكدوا أن “استخدام مصطلح إبادة جماعية، لم يعد موضع جدل بين خبراء القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان”.

كما شدد البيان على أن مسؤولية جماعية تقع على عاتق المثقفين للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي، ودعا إلى اتخاذ موقف واضح ضد ما وصفه بـ”جريمة العصر”.

ومن جهة أخرى، وقع أكثر من 380 كاتباً وفناناً عالمياً على بيان مماثل نشر في صحيفة غارديان، وصفوا فيه ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، وطالبوا “بوقف فوري لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة”.

غزة تمحى أمام أعيننا

قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة “إن غزة تمحى أمام أعيننا”.

وأكد جوناثان ويتال أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة، وأن المساعدات تستخدم كسلاح، وفي كل يوم يمر تتحول غزة إلى مسرح جريمة أكبر فأكبر”.

وأضاف المسؤول الأممي أن المساعدات ليست كافية، وأن الناس “يجبرون على الوقوف في طوابير طويلة من أجل فتات”.

ومن جهته، جدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو الدعوة العاجلة لتقديم المساعدات فوراً ومن دون عوائق في غزة، كما دعا إلى وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الأسرى في غزة.

وأكد ستانو ضرورة عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية لغزة، وعلى أهمية دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية فيها.

وأدان المسؤول الأوروبي بشدة عنف المستوطنين المستمر في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن الاعتداءات والترهيب وحرق الممتلكات كلها تصرفات تؤدي إلى تهجير المجتمعات الفلسطينية، كما أدان أحداث “يوم القدس” التي وقعت بالبلدة القديمة، والترهيب والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين.