لكل السوريين

مخدر جديد يغزو السويداء ويفتك بشبابها

السويداء/ لطفي توفيق 

انتشرت بين فئات من الشباب بمحافظة السويداء مؤخراً، ظاهرة تعاطي مخدر جديد يعرف محلياً بـ “الشبو” أو الكريستال.

وحسب التقارير الطبية، تفوق خطورة هذا المخدر جميع أنواع المواد المخدرة الأخرى، فهو يخرّب جميع أجهزة الجسم، وخاصة الخلايا العصبية.

ومع بداية تعاطي الشباب له يشعرون بالنشوة والسعادة مؤقتاً، لكن سرعان ما تبدأ أعراضه المميتة بالظهور.

كما يعاني المدمن على تعاطي هذا المخدر من سلوك عدواني تجاه من حوله، وتجاه نفسه، نتيجة هلوسات سمعية وبصرية تتراءى له، كما يعاني من فقدان الوزن، وسقوط الأسنان، وارتفاع معدلات دقات القلب، والتدمير المتواصل للخلايا العصبية.

وخلال شهور قليلة يتحول مظهر المدمن من شاب في مقتبل العمر إلى عجوز متقدم فيه.

عبور سهل وأسعار زهيدة

كشف أحد الذين أقلعوا عن تعاطي مادة “الشبو” المخدّرة، أنها تدخل إلى المحافظة من خلال أشخاص لهم ارتباطات مع بعض الجهات النافذة، مروراً بالحواجز الأمنية المنتشرة على طريق دمشق السويداء.

ولفت إلى وجود العديد من مروجي هذه المادة، خصوصاً في مدينة السويداء وقرية عتيل المجاورة لها، وفي مدينة شهبا.

وذكر أن تعاطي هذا المخدر آخذ بالتزايد بين الشباب في الآونة الأخيرة، نتيجة سهولة الحصول عليه، ورخص أسعاره، مقارنة بأسعار المواد المخدرة الأخرى، حيث يتراوح سعر الغرام الواحد منه بين 60 ألف و80 ألف ليرة سورية.

وساهم ضعف الرقابة الأمنية والاجتماعية والأسرية بانتشار هذه المادة وتسويقها وتعاطيها، كما فعل غياب الفعاليات الدينية، ومنظمات المجتمع المدني عن دورها في توعية الشباب على مخاطر هذه الظاهرة المميتة.

رحلة نحو الموت

وصف مصدر طبي في السويداء تعاطي مخدر الشبو، بالرحلة نحو الموت، وذلك لخطورته الشديدة، حيث يصنع من مادة منشطة يدمن عليها المتعاطي بسرعة وتدعى الميتا أمفيتامين.

وأضاف المصدر أن هذه المادة تسبب هلوسات سمعية وبصرية، فيبدأ المريض بتخيل أمور غير صحيحة وسط حالة من الهستيريا والعدوانية الشديدة التي قد توصله إلى حد قتل أحد المقربين منه، أو الانتحار.

إضافة إلى انخفاض شهية المتعاطي للطعام بشكل كبير، مع انعدام رغبته بالنوم، وانهيار قدراته مع الوقت، والموت المفاجئ بأزمة قلبية، فضلاً عن الأضرار النفسية والتقلب المزاجي السريع.

وكون الشبو من المخدرات الخطيرة، لا ينصح الأطباء بعلاج المدمن عليها منزلياً، إنما يجب أن يتم العلاج بإشراف مختصين، حيث يتم وصف أدوية معينة بحذر للتخلص من حالة الإدمان، إضافة إلى ضرورة خضوع المتعاطي للعلاج السلوكي والنفسي.

يذكر أنه لا توجد أرقام دقيقة حول نسب متعاطي مادة “الشبو” أو أصناف المخدرات الأخرى بالمحافظة، في ظل قصور الجهود الحكومية والمجتمعية عن متابعة هذا الملف.

لكن المتابعين له يعتبرون أن ظاهرة التعاطي باتت مقلقة، وخصوصاً من مواد الكبتاغون والحشيش والشبو.