لكل السوريين

تحضيرا لمؤونة الشتاء.. نساء الرقة تبدأن بجمع ورق العنب من البساتين

الرقة/ مطيعة الحبيب

يعد موسم جمع ورق العنب أحد المواسم الصيفية التي تهتم بها النساء ليس في مدينة الرقة فحسب، وإنما في معظم المحافظات السورية إن لم يكن كلها. وتقوم بتخزينه كمؤونة شتوية.

وفي هذا الوقت من كل عام، تقصد نساء مدينة الرقة الريف الجنوبي، وبالتحديد منطقة الكسرات للحصول على ورق العنب، باعتبار أن المنطقة تشهد تواجدا كثيفا لبساتين العنب.

رافقت صحيفتنا بعض النساء، وأجرت لقاءات مع بعضهن، ومن بينهن سوسن الحسن البالغة من العمر 43 عاما، وهي نازحة من مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.

وقالت سوسن “يعد موسم ورق العنب أحد المواسم الصيفية، حيث تعتمد عليه الكثير من نساء مدينة الرقة ويقمن بتخزينه كمونة شتوية، وتشتهر منطقة الكسرات في ريف الرقة الجنوبية بخصبة الارض التي تساعد المواسم الزراعية على الإثمار بجودة عالية”.

وتتابع سوسن حديثها بالقول “أبدأ العمل منذ ساعات الصباح الباكر أنا وفتياتي الاربعة لإعالة اسرتي وزوجي المسن، حيث نستيقظ من ساعات الصباح الاولى وننطلق إلى الحقول ونبدئ بقطف ورق العنب وترتيبها في صناديق لتصديرها إلى الأسواق”.

وتضيف “في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة وتدهور الليرة السورية باتت الأزمة المالية تقتحم كل البيوت على حد سواء وأجر المنازل عالي الثمن وزوجي المريض الذي ليس له حول أو قوة، اضطررت للعمل في الحقول الزراعية أنا وعائلتي لنحمل عبء الحياة الصعبة”.

بدورها، سناء المحمد، إحدى النساء اللواتي تقمن بجمع ورق العنب، أوضحت الفائدة من ورق العنب، فقالت “أغلب النسوة تقمن بتخزين الورق على الطريقة القديمة لعدم توفر الكهرباء ألا وهي نقع الأوراق بماء وملح مكثف لمدة ثلاثة أيام، ثم وضعه في علب يتم إغلاقها بإحكام”.

وتضيف “هذه الطريقة لا تحتاج إلى وضعها في ثلاجة، لذا أغلب النساء اللواتي ليس لديهن كهرباء تلجأن إلى هذه الطريقة، ونحن بعملنا هذا نسعى إلى كسب لقمة العيش لأولادنا وتأمين جميع مستلزمات الحياة التي تشهد غلاء أسعار تجبرنا على مضاعفة ساعات العمل”.

ويستخدم ورق العنب كمؤونة شتوية، وهذه عادة قديمة كانت تستخدمها النساء في الرقة، لكن ليس بهذه الكثرة، حيث أن أغلبهن كن تشترينه من الأسواق، أما الآن بسبب ارتفاع سعره، وضعف القدرة الشرائية فإنهن تلجأن إلى جمعهن بأنفسهن، وبعضهن تقمن ببيعه في الأسواق.