لكل السوريين

شاعرة: رغم ضعفي إلا أنني استمد قوتي من الشِّعر

السوري/ الرقة ـ “أتخذُ من أشعاري منفسا لأعبر به عن معاناتي مع الحياة، أستمد قوة التعبير من مشاعري المثقلة بالأنين، فأنا في النهاية امرأة، والكل يعلم ماذا يعني أن تكون امرأة في هذا المجتمع المقولب المحافظ، فكيف إذا كانت هذه المرأة شاعرة”.

هذا ما قالته ابتسام اللجي من مزرعة اليرموك، بريف الرقة الشمالي، والتي تبلغ من العمر (38) عاما عن معاناتها مع الحياة.

ابتسام، التي تمتلك خمسة أطفال، اثنان منهم ذو إعاقة جسدية منذ الولادة، وجدت نفسها بين عشية وضحاها رب أسرة في هذا الزمان الخانق، الذي تطغى عليه صعوبة الحياة، حتى تعجز عائلات كثيرة عن مجابهته.

تتابع ابتسام حديثها، فتقول “زوجي قتل على يد تنظيم داعش، وترك لي أطفال بحاجة إلى رعاية وعطف أب يسعى إلى تأمين لقمة خبز في هذه الظرف والغلاء، الذي يصعب على أناس مثلي تأمين كل ما تحتاجه الأسرة ليس لدي معين يساعدني على حل أزمتي”.

وعن موهبتها مع الشعر، أشارت إلى أنها تكتب منذ الصغر، ولكن كانت كتاباتها مستوحاة من الطبيعة، حيث أن ’’البال كان فاضي’’ بحسب ما روته لمراسلتنا.

وتستطرد بألم يعكس قساوة المشهد الذي تعيشه “طيلة فترة معاناتي لم أتوقف عن الشعر، إلا أن أشعاري تحولت عن منحاها، فأصبحت تستخدمها للتعبير عن آلام بات لها 6 سنين مضت.

ومع أن ابتسام لم تلق أي اهتمام بما تكتبه إلا أنها تؤكد في المضي قدما في كتاباتها، وتشير إلى أنها سعيدة بأن هناك من يسمع معاناتها (تقصد دفتر الشعر).

وعن القالب المجتمعي الذي يقيد المرأة في أمور عدة، تقول “مجتمعنا الحالي لا يسمح للمرأة حتى في النهوض، ما المشكلة إذا كتبت شعرا، هو متنفسي الوحيد، وبالنهاية أنا إنسان ويحق لي أن أعبر عما أعانيه في داخلي، حتى ولو كان في دفتر خاص بي”.

وتؤكد من خلال حديثها بأنها تستمد قوتها من أشعارها، واستطاعت أن تجمع بين العمل وكتابة الشعر، والآن تعمل في المستشفى الوطني في الرقة.

الهدف الرئيسي كان لابتسام من عملها في المشفى هو لكي تثبت للعالم أجمع أن المرأة بصبرها وحلمها تستطيع أن تواجه صعوبات الحياة بمفردها، ولا مكان للمستحيل في قاموس حياتها.

تقرير/ مطيعة الحبيب