لكل السوريين

بسبب تقارب أسعارها.. عزوف مربي ثروة حيوانية عن استلام الأعلاف المدعومة

حماة/ جمانة خالد

لم يعد يكترث عمران (33 عامًا) لنداءات الجمعية الفلاحية بشأن التسجيل على علف المواشي “المدعوم” في مدينة سلمية شرقي حماة، بعد أن بات سعره لا يختلف عن أسعاره في السوق المحلية.

أمام جاروشة خاصة بالأعلاف في ريف سلمية، يختار عمران مكوّنات الخلطة العلفية التي يعدها لتغذية أبقاره، ويقول، إنه مع تقارب أسعار مبيع العلف الحر والمدعوم، لجأ لشراء الحر لضمان جودة الخلطة، فضلًا عن عدم الانتظار حتى تجلب الجمعية الفلاحية الأعلاف.

وتواجه تربية اﻷغنام واﻷبقار، خطرا يهدد حياتها في محافظة حماة، وسط خشية المربين من خسارة قطعانهم من الثروة الحيوانية.
وأضاف عمران الذي يمتلك ثلاثة رؤوس من الأبقار، أنه يرغب بتسلّم الأعلاف بالسعر المدعوم ما يوفر عليه من تكلفة الإنتاج، إلا أن عمل الجمعيات يحكمه روتين دوائر الدولة، ويتحكم في مفاصل عملها المتنفذون، معتبرًا أنها أصبحت “بلا فائدة” بعد تراجع دورها في دعم الفلاح والمربي.
بدوره، قال علي سليم (55 عامًا) وهو اسم مستعار لأحد سكان الصبورة في ريف السلمية، إن الجمعية لم توزع إلا دفعتين من مادة الأعلاف خلال فصل الصيف الماضي، “بالأساس كميات العلف المدعوم لا تعتبر بديلًا، لأن تأخير قدومها وأسعارها تجعل المربي يعتمد على السوق السوداء”.
وترتفع أجور نقل الأعلاف وهي السبب الرئيس في رفع الأسعار، وتسلم “المؤسسة العامة للأعلاف المخصصات في سلمية، في حين تضطر “الجمعيات الفلاحية” لدفع أجور هذه المسافة، التي تزداد كلما بعدت المنطقة، ولا تقل عن 500 ألف ليرة سورية، ما يدفع إدارة الجمعية لرفع السعر “المدعوم” لتغطية نفقات النقل.
وهذا الأمر تسبب بعزوف المربين عن التسجيل وانتظار وصول مخصصاتهم من العلف “المدعوم”، بعد تقارب أسعاره من الأسعار الموجودة في السوق.

ويعجز المربين عن شراء الأعلاف لها، لكون من يتحكم في “بورصة” أسعارها، تجار الأعلاف وسماسرتهم، بالتزامن مع انعدام المراعي، ولاسيما الخضراء أو الجافة.

كما اعتبر عدد من المربين أن أسعار المادة العلفية التي تُباع لهم، من تجار القطاع الخاص، غير خاضعة للرقابة على الإطلاق.

وعددا كبيرا من المواشي بات يتهاوى، مرضاً أمام أعين مربيها، ما اضطرهم إلى بيع قسم منها بأسعار بخسة، لعدم قدرتهم على المتابعة عملهم، الذي أصبح يُشكل عبئاً ثقيلاً عليهم.
وبسبب ارتفاع أسعار المازوت في السوق المحلية، رفع سائقو سيارات الشحن أجور نقل المواد العلفية، إذ وصل سعر الليتر من المازوت في السوق المحلية إلى نحو ثمانية آلاف ليرة سورية.
ويختلف سعر كيلو العلف باختلاف مكوّنات الخلطة، التي تنعكس على زيادة إدرار الحليب.
وتتكون الخلطة العلفية الممتازة من فول الصويا (ما لا يزيد على عشرة كيلوغرامات في كل كيلو علف)، ويستبدل بها بعض المربين كسبة بذور القطن بنفس الكمية، ومن الذرة والشعير وقشور القمح (نخالة).
وتمد كسبة فول الصويا البقرة بالبروتين الذي يسهم بزيادة الحليب، بينما يمد الشعير والذرة المواشي بالطاقة.
ووصل سعر كيلو فول الصويا إلى نحو أربعة آلاف ليرة سورية، وكسبة بذور القطن إلى نحو ثلاثة آلاف و500 ليرة للكيلو الواحد، وكيلو الذرة إلى نحو ألفين و600 ليرة، والشعير إلى ألفين و700 ليرة، وسعر النخالة إلى نحو ألف و500 ليرة سورية.
ورغم ارتفاع أسعار الحليب، لا يزال المربون خاسرين، بسبب ارتفاع سعر الأعلاف، إذ وصل سعر كيلو الحليب مباعًا للتاجر مباشرة إلى ألفي ليرة سورية.