لكل السوريين

بالتزامن مع ارتفاع الأسعار… تراجع إنتاج الحليب في وسط سوريا

تقرير/ جمانة الخالد

تواصل أسعار الأجبان والألبان في سوريا ارتفاعاتها المستمرة، مما جعل المواطنين يضطرون إلى الاستغناء عن بعض المنتجات بسبب زيادة الأسعار خلال الفترة الماضية. وفي وقت تشهد فيه أسواق المواد الغذائية ضغوطًا اقتصادية متزايدة، يعاني مربي المواشي في حماة وحمص من تراجع كبير في إنتاج الحليب، حيث بلغت نسبة التراجع 50% مقارنة بالموسم الماضي، وفقاً لتصريحات مربي ماشية محليين.

وأدى هذا التراجع في الإنتاج إلى توجه العديد من المربين لبيع جزء من قطعانهم لتجار الماشية، معتبرين أن تربية الأغنام باتت عبئاً دون عائد مربح، في ظل انخفاض الإنتاج وتراجع غير مسبوق في أسعار المواليد الجديدة، وخاصة الخراف. ويشير المربون إلى أن انخفاض أسعار المواشي استمر في التدهور مع اقتراب فصل الصيف، ما يزيد من كلفة تربية الحيوانات بسبب الحاجة المتزايدة للأعلاف، التي تشهد نقصاً حاداً في السوق المحلية.

وحذّر المربون من استمرار التدهور في أسعار المواشي خلال الأسابيع المقبلة مع حلول فصل الصيف، حيث يزداد الطلب على الأعلاف التي بات تأمينها يمثل تحدياً حقيقياً، مما يزيد الأعباء المالية على المربين. وأكدوا أنهم يواجهون أعباء مالية كبيرة تفوق قدرتهم على التحمل، في ظل غياب الدعم الحكومي الملائم.

وأوضح المربون أن الأزمة تعود بشكل أساسي إلى الجفاف وتدهور حالة المراعي الخضراء في المنطقة، ما أثر بشكل كبير على قدرة المزارعين والمربين على توفير الغذاء الكافي لحيواناتهم. ورغم صعوبات التغذية، إلا أن الوضع الصحي للثروة الحيوانية في حمص وحماة لا يزال مستقراً حتى الآن، حيث واصلت الدوائر البيطرية تنفيذ حملات التحصين الوقائي في إطار خطة وزارة الزراعة. وفي هذا السياق، انتهت مؤخراً حملة تطعيم الأبقار ضد مرض الحمى القلاعية، التي استهدفت نحو 13 ألف رأس من الأبقار.

في إطار الجهود الرامية لدعم مربي المواشي، باشرت الجهات المعنية تنفيذ منحة مقدمة من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالتعاون مع وزارة الزراعة، والتي شملت تقديم لقاحات اصطناعية، ضمن برنامج لتحسين واقع الثروة الحيوانية في المناطق المتأثرة بالأزمة.

ويشهد السوق الزراعي في حمص وحماة استمراراً في تفاقم معاناة مربي المواشي، حيث ارتفعت أسعار التبن بشكل كبير، في حين تراجعت أسعار المواشي بسبب ضعف الطلب وارتفاع كلفة التغذية. فقد بلغ سعر طن التبن نحو 3 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان 600 ألف ليرة في الصيف الماضي. بينما تراجع سعر رأس الغنم من 4.5 مليون ليرة إلى نحو 1.3 مليون ليرة، في حين انخفض سعر البقرة من 45 مليون ليرة إلى نحو 12 مليون ليرة.

وفي السياق ذاته، تزايدت التحذيرات من الفلاحين في مختلف المحافظات السورية بشأن كارثة زراعية وشيكة، بسبب تفاقم أزمة شح المياه التي تهدد بشكل جدي زراعة الخضراوات الصيفية. وفي ظل تزايد التحديات التي تواجه القطاع الزراعي والحيواني في سوريا، يبقى المزارعون والمربون في حاجة ماسة إلى دعم حكومي عاجل لضمان استدامة الإنتاج وتقليل خسائرهم.