لكل السوريين

سرقة بطاريات السيارات ظاهرة جديدة تنتشر بكثرة في أحياء حلب، ماهي الأسباب؟

حلب/ خالد الحسين 

تحولت السيارات القديمة، وعلى الأخص تلك التي يمكن فتح غطاء محركها بسهولة، إلى هدف لسارقين امتهنوا سرقة بطاريات السيارات، وهي السرقات التي ازدادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

ويتولى السارقون بيع البطاريات المفكوكة من السيارات، وهي من المسروقات التي يصعب تتبعها إلى محلات بيع البطاريات بمبالغ تتراوح بين الـ50 والـ70 ألف ليرة سورية، حيث تتولى هذه المحلات إعادة شحنها، وبيعها كبطاريات مستعملة يزداد الإقبال عليها كثيرًا في الآونة الحالية، خصوصًا مع الفارق بين سعر البطارية المستعملة، وتلك الجديدة.

تختلف أسعار البطاريات السائلة عن تلك الجافة، ويلعب نوع البطارية وسعتها دورًا مؤثرًا في تحديد أسعارها، كما يلعب عمرها التشغيلي وضمانها بدوره كذلك دورًا مهمًا في تحديد أسعارها، فهناك بطاريات ذات سعات 40 و55 و60 و70 و80 أمبير، وهناك أنواع تتراوح بين الأسماء التجارية العالمية التي تباع بسعر 340 ألف ليرة سورية، فيما يصل بعضها إلى نحو 900 ألف ليرة سورية مع ضمان يصل إلى نحو 10 سنوات.

في المقابل تتراوح أسعار البطاريات المستعملة بين 100 و 300 ألف ليرة سورية تقريبًا حسب نوعها، ورغبة الزبون.

ويقول محمد النديم، وهو أحد البائعين في محل للبطاريات «تختلف البطاريات من شركة إلى أخرى، وتتباين أسعارها، فهناك الغالية وهناك الأقل ثمنًا وفقًا للجودة».

وتعد البطاريات من أهم قطع السيارة، حيث توفر شرارة تشغيل المحرك، والأنوار وبقية الأشياء الكهربائية في السيارة، ويشير النديم «هناك بطاريات مرتفعة السعر تصل إلى 900 ألف وهي تدوم إلى10 سنوات، دون أن ننسى أن هناك بطاريات تبلغ أسعارها نحو 150 ألف حسب سعة الأمبير في السيارات الصغيرة خاصة في محلات الجملة».

يكشف ياسر، وهو يعمل سائقًا لتوصيل الطلبات الخاصة أنه تعرض لسرقة بطارية سيارته، ويقول «سيارتي قديمة جدًا، وكنت أربط غطاء المحرك بسلك أو حبل، لكن سارقًا تولى فتح الغطاء واستولى على البطارية».

ويضيف «تعرضت عدة سيارات في المنطقة لسرقات مماثلة، نتيجة سهولة فتح أغطية المحركات، إذ يستسهل السارقون الاستيلاء على السيارات القديمة لصعوبة فتح أغطية محركات السيارات الجديدة».

ويكمل «عادة ما تتركز سرقة البطاريات في الأحياء الشعبية أو الحارات حيث تكون هناك أماكن معتمة ومخفية عن الأنظار، خاصة إن كان غطاء مكينة السيارة غير محكم الإغلاق، وكثيرًا ما نستخدم نحن أصحاب السيارات القديمة وسائل بسيطة لتثبيت أغطية المحركات مثل الحبال أو الأسلاك، ويقوم السارق ببيع البطارية بعد أن يسرقها بنحو 50 إلى 70 ألف لبعض محلات البطاريات».

ويقول عبد السميع وهو مالك سيارة قديمة أيضًا «بعد أن انتشرت سرقات البطاريات من السيارات القديمة، صرت أركن سيارتي في مكان آمن، كما أقوم بتغطية السلك الرابط للغطاء بقماش».

كثيرًا ما يترك أصحاب السيارات بطارياتهم القديمة للمحل الذي يتولى تغييرها، حيث تقوم بعض المحلات بتقدير قيمتها بين 20 و30 ألف، وتخصمها من سعر البطارية الجديدة، فيما تسكت محلات أخرى عن مناقشة وضع البطارية القديمة التي يتم استبدالها بجديدة، بل ويعمد بعضها إلى ما يشبه استغلال جهل الزبائن.

وبالتالي فإن الاهتمام بالبطاريات وإعادة تدويرها سيبقى مستمرًا سنوات للأمام، وبالتالي فإن كثيرًا من الحلول لتجنب السرقة تكمن أولا في تجنب تسهيلها عبر ضبط وإحكام إغلاق أغطية المحركات التي تعيق الوصول السهل للبطاريات.