لكل السوريين

ما بين لقمة العيش ومصاريف شهر رمضان وثياب العيد.. يخوض الشعب السوري حربا حقيقية

تقرير/ عباس إدلبي

بسبب تفاقم الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها معظم سكان شمال غرب سوريا، يعيش رب الاسرة ازمة خانقة صعبة بسبب الضغط المادي الذي يعاني منه، وها هو شهر رمضان شهر الخير والبركة والذي كان له خصوصية عند المسلمين عامة وعند السوريين بشكل خاص, يلقي بظلاله وحمله الثقيل على ارباب الاسر والمعيلين لأسرهم بشكل عام من ارامل وايتام.

انعدام شبه تام لفرص العمل والبطالة تخطت حاجز ال 90% والمنظمات الانسانية اصبحت غير قادرة على تغطية جميع سكان الشمال والذي يفوق تعدادهم الاربع مليون نسمة.

وفي جولة قصدنا بها بعض المخيمات المنتشرة في عموم الشمال لاحظنا الكم الهائل من البؤس والفقر يخيم على افئدة معظم سكان تلك المخيمات، وخلال جولتنا تحدثنا مع بعض سكان تلك المخيمات ووقفنا حول اهم متطلباتهم.

السيدة ام عمر من مهجري بلدة الزبداني في ريف دمشق ارملة وتعيل بسبعة ايتام حدثتنا عن اوضاعها الصعبة وخاصة في شهر رمضان حيث قالت ..ان اوضاعنا صعبة جدا ونعيش في هذا المخيم منذ اكثر من اربع سنوات وكل سنة تأتي تكون اصعب من سابقاتها, الا ان هذه السنة هي الاكثر صعوبة بسبب غلاء الاسعار وقلة المساعدات وانعدام فرص العمل, وحول سؤال السيدة ام عمر عن مصدر رزقها قالت انها تعمل بالفاعل وبأجر بخس جدا حيث تتقاضى يوميا مبلغ 30 ل. ت وهو ما يكفي ثمن الخبز فقط وقالت ايضا ان اطفالها بحاجة لرعاية صحية اذ ان احد اطفالها يعاني من مرض التلاسيميا وهو بحاجة دورية لأخذه للمشافي لتلقي الرعاية.

وايضا وبنفس المخيم صادفنا احد المهجرين وهو ايضا من مهجري ريف دمشق وهو معاق ويدعى ابو عامر  وقد حدثنا عن معاناته وفقره وقال ابو عامر انه اب لستة اطفال اكبرهم سنا لا يتجاوز 12 عشر سنة ويعمل ببيع الإكسسوارات على بسطة يفرشها على قارعة الطريق وقال ابو عامر ان رمضان هذه السنة يختلف عن السنوات الماضية بسبب ارتفاع الاسعار وانه لا يقدر على تامين ملابس جديدة لا طفاله.

اوضاع مأساوية صعبة تظهر ملامحها على الاسواق وفي محلات الباعة بشتى انواعها  اذ ان الاسواق شبه خالية الا من المارة وذلك يعود لشدة الفقر وانعدام فرص العمل وغلاء الاسعار.