لكل السوريين

فقراء محافظة درعا..بين مطرقة هجرة الأطباء وسندان أسعار الأدوية

تعاني المستشفيات والمراكز الصحية في محافظة درعا من ظاهرة نقص الكوادر الطبية بشكل كبير، في ظل واقع صحي يتردى يوماً بعد آخر، إضافة إلى نقص المعدات الطبية، وخصوصاً التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي.

ويضطر العديد من الأهالي إلى التوجه للقطاع الخاص في درعا أو في المحافظات الأخرى، للحصول على الرعاية الصحية والعلاج مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة تعجز عنها الطبقة الفقيرة التي بالكاد تستطيع توفير قوت يومها.

وترجع المصادر الطبية نقص الكوادر في المشافي والمراكز الصحية إلى تزايد هجرة الأطباء، هرباً من الفلتان الأمني وسوء الأوضاع المعيشية.

وتشير إلى أن نقص كوادر التمريض دفع المسؤولين لتوظيف كوادر بعد خضوعهم لدورات تدريبية سريعة لسد النقص في أعداد الممرضين، مما يضاعف معاناة الأهالي، بسبب الأخطاء التي يقعون بها نتيجة عدم امتلاكهم للخبرة والمعلومات الطبية الكافية.

ندرة الأطباء المختصين

حسب تقرير صدر عن اللجنة الدولية للإنقاذ عام 2021 غادر حوالي سبعين بالمئة من العاملين في القطاع الصحي البلاد، وباتت النسبة طبيب واحد لكل عشرة آلاف مواطن.

ولكن نسبة الأطباء المختصين المهاجرين من محافظة درعا تتجاوز هذا الرقم بكثير.

حيث أكدت إحدى العاملات في مستشفى مدينة طفس بالريف الغربي من المحافظة أن المستشفى يعاني من نقص كبير بعدد الأطباء المختصين، حيث يتواجد عدد قليل منهم بالمحافظة ويقومون غالباً بإجراء عمليات جراحية لحسابهم الخاص دون التعاقد مع المشافي أو المراكز الصحية، وقالت لا يوجد في مستشفى المدينة سوى طبيب واحد مختص بالأمراض الجلدية.

وأشارت إلى أن “المستشفى كان يقدم خدمات معاينة وبعض أنواع الأدوية المجانية، ولكن عدم توافر الكوادر الطبية فيه ينعكس سلباً على نوعية الخدمات الصحية يقدمها للمواطنين، ويؤخر حصول المرضى على الخدمات الطبية الضرورية، ويزيد من الأعباء المادية عليهم في حال الذهاب إلى طبيب خاص”.

معاناة مضاعفة

كما يعاني أهالي المحافظة من عدم وجود مناوبات ليلية للأطباء في المشافي الحكومية، مما يهدد حياة المرضى المحتاجين لإسعاف فوري، ويسبب لهم مضاعفات خطيرة.

وقالت سيدة من الريف الشرقي للمحافظة إن زوجها تعرض لوعكة صحية، واحتاج لمعالجته بشكل اسعافي عند الساعة الواحدة ليلاً، فقصدوا عدداً من الأطباء في منازلهم ولم يستجيبوا، وعند التوجه إلى مشفى مدينة بصري الشام، لم يجدوا أي طبيب مناوب هناك، فلجأوا إلى بيت أحد الممرضين المقيمين في البلدة، لإجراء الإسعافات الأولية له، إلى أن تمكنوا من نقله إلى المشفى الوطني في درعا المدينة في اليوم التالي.

كما يعاني الأهالي من عدم توافر الأدوية، وارتفاع أسعارها إن وجدت، وساهمت وزارة الصحة بهذه المشكلة من خلال رفع أسعار الأدوية بنسبة خمسين بالمئة في مطلع العام الحالي، وشملت الزيادة آلاف الأصناف الدوائية بذريعة حرصها على استمرار توافر الأدوية في الأسواق.