لكل السوريين

أفاميا.. المدينةُ الأكثر عراقةً في تاريخ حماة الحضاريّ

حماة/ حكمت أسود  

في موقع قريب من مجرى نهر العاصي، وعلى طرف البادية السورية الشمالية المشرقة على الغاب الداخلي تقع مدينة أفاميا، والتي تعتبر من أهم المواقع الأثرية والسياحية في سوريا. تتربع على مفترق طرقٍ بين حلب واللاذقية ودمشق وهي تتبع قرية قلعة المضيق اليوم.

أنشأها سلوقس نيكاتور وأطلق عليها اسم زوجته أباميا، ولكن تاريخها يعود إلى عصور ما قبل التاريخ وهذا ما أكدته حفريات التنقيب في الموقع.

كما خضعت أفاميا للرومان بعد فتح سوريا (64 ق.م) ثم خضعت للبيزنطيين ثم إلى العرب المسلمين الذين دخلوها عام 638م.

ثم استولى عليها الصليبيون وضمت إلى إمارة أنطاكية ثم استرجعها نور الدين زنكي بعد أن دمرت المدينة تدميراً كاملاً بالزلازل التي أصابت المنطقة 1157م ـ 1170م.

وتبعد أفاميا حوالي 60 كيلومتراً عن حماة إلى الشمال الغربي حيث يمر على بعد 3 كيلومترات غرباً نهر العاصي ويتم الوصول إلى أفاميا من ثلاث طرق، شمالية تمر بجسر الشغور فسهل الغاب وجنوبية عبر حماة فشيزر، وشرقية عبر المعرة فخان شيخون.

ومن معالمها المهمة الشارع الرئيسي أو الشارع المستقيم ويبلغ طوله 1850م، محاطاً بأروقة عرضها 6.90سم، ويرجع هذا الشارع للقرن الثاني الميلادي, وأجمل ما فيه أعمدته الحلزونية، كما نجد أيضاً الشوارع المتعامدة، الأقواس، الساحة العامة (الأغورا)، السوق، المعابد، المسرح الذي يعد أحد أكبر المسارح الرومانية ، والملعب.

بالإضافة إلى الفسيفساء الرائعة التي عُثر عليها في أرجاء أفاميا والتي يفوق حجمها ما وجد من فسيفساء في أي موقع آخر في سوريا، ومن أجل حفظ هذه الثروة الأثرية قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم الخان العثماني الأثري المنسوب إلى (سنان باشا) ليكون متحفاً خاصاً لمنطقة أفاميا إذ تم افتتاحه عام 1982 وهو متحف قيم جدا ويحوي لوحات فسيفسائية رائعة.

وحافظت مدينة أفاميا طيلة تاريخها على قدر استراتيجي، حيث كان لموقع أفاميا أهمية كبرى في نظر اليونانيين لعدة عناصر ساهمت في ازدهارها سواء أكانت جغرافية أو سياسية أوعمرانية كانوا يتقيدون بها في إنشاء المدن الحديثة أو إعادة بناء المدن القديمة، كما أن اختيار بناء هذه المدينة اختيار موفق بالقرب من حصن يحميها (قلعة المضيق) ووجود نهر العاصي الذي يؤمن ري الأراضي الزراعية فيوفر للمدينة المعيشة والغنى.

يُذكر أن أفاميا تعرضت في عامي 1157م 1170 م إلى زلازل دمرها تدميراً كاملاً ومنذ الثلاثينيات تقوم بعثات التنقيب بالكشف عن هذه الحاضرة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، وتعتبر مدينة أفاميا الموقع الأثري الثاني في سوريا بعد تدمر، لغناها بالأسوار والأبراج والمسارح والمتاحف الفسيفسائية.