لكل السوريين

حلبية وزلبية.. شواهد قديمة على تاريخ عريق

دير الزور/ غالب هويدي  

حلبية وزلبية.. هي إحدى المدن الأثرية الجميلة التي تجمع السحر والجمال مع الآثار على ضفاف نهر الفرات.

المسماة (مدن القلاع)، تقع شمال غربي دير الزور على بعد 60 كم في أراضي بلدة التبني شرق طريق دير الزور- حلب على شاطئ نهر الفرات، وشرق شمال تدمر على بعد 170 كم.

تتمتع قلعتي حلبية وزلبية بجمال ساحر الوصف، حيث تملك أماكن ساحرة الوصف، بالإضافة إلى تاريخها العريق. وهي شاهد على الأطلال والأوابد التي بنيت على جانبي نهر الفرات.

يعتبر موقع مدينة حلبية عبارة عن مرتفع بارز، يحيط به واديان ولكن المرتفع الذي يصله بزلبية منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع عنها سوران جصيان ينحدران باتجاهين متعاكسين إلى نهر الفرات، أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم.

يُقَّسِمْ نهر الفرات المنطقة إلى قسمين الأول هو مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا على ضفة الفرات الغربية(شامية) في الشمال وعلى الضفة المقابلة توجد مدينة زلبية أو زلوبيا (جزيرة).

مع نمو مملكة تدمر ذلك النمو المفاجئ الذي جعلها من أكبر المدن، حيث أصبحت مركزاً تجارياً تمر بها قوافل التجارة تحمل البضائع بين أسواق العراق وما يتصل بها من بلاد الفرس والهند والخليج وبين أسواق الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط.

قامت زنوبيا ببناء مدينة على الفرات لحماية حدود مملكتها من الشرق ولتجعل من المدينة ميناءاً نهرياً تزاحم به ميناء مدينة الكفل “الجيشا” بلواء الحلة في العراق وأسمت المدينة “زنوبية” وهو اسمها.

كان لمضيق حلبية أهمية كبرى في التاريخ القديم لسهولة تحصينه بالصخور الشاهقة الموجودة على سفح الهضبة والتي تسيطر على مدخل الممر، وعلى مخرجه تشكل الأبواب الضيقة والمضيق النهري، مكاناً نادراً على نهر الفرات.

وتقوم في وسط المدينة ساحة عامة وفي القسم الشرقي من الشارع الرئيسي شيد العديد من الحمامات.

القلعة تقوم في أعلى هضبة في الجهة الغربية من المدينة وتشرف بإطلالة جميلة على النهر وعلى امتداد السور الشمالي والجنوبي.

وما تزال آثار كنيسة وأطلال لعدد من الأبنية ظاهرة في وسط المثلث، هذا وكشفت بعثات تنقيبية قبيل الحرب في سوريا عن أسوار ثانية وعن المحكمة ومدافن برجية، وحمام ومطابخ، وتم العثور على أواني خزفية ونقوش كتابية ومجموعة من الأقمشة، ورسوم جدارية.