حمص/ بسام الحمد
ارتفع عدد المتسولين ضمن الأسواق الشعبية في حمص مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مع زيادة عدد الأطفال على شكل مجموعات عند إشارات المرور والأسواق، بملابس بالية ورقيقة وحفاة رغم الأجواء الباردة والأمطار.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية أزمة معيشية خانقة، مع عدم قدرة معظم العائلات على تأمين الأساسيات في ظل فشل الحكومة بتحسين الأوضاع الاقتصادية، ونتيجة ارتفاع الأسعار وتدني معيشة الأسر، ارتفع أعداد المتسولين.
إحدى الفتيات الصغيرات اللواتي يعملن بالتسول، تقول إنها تخبئ حذاءها قبل أن تبدأ بالتسول، فمن يراها “حفيانة” سيعطيها أكثر وقد تعلمت ذلك من والدتها التي تجلس في المنزل بمنطقة منتظرة عودة أطفالها من العمل، وتضيف: “نغسل أيدينا وأرجلنا ونبدل ثيابنا بمجرد العودة للمنزل، وفي الصباح نعود لارتداء الملابس الخاصة بالعمل ونغادر وأخبئ حذائي في كيس عند أختي التي تحمل حقيبة قديمة”.
وكعادة المتسولين، هناك حكاية شبه ثابتة العناصر تتمثل بغياب الأب (وفاة – فقدان – طلاق)، واضطرار الأطفال لترك المدرسة والعمل في التسول، وقد يصل الدخل اليومي إلى 100 ألف يومياً، حيث يكثر الدخل في رمضان، فالناس تعطي أكثر من بقية الأيام، وقبل العيد يصبح الدخل أكبر بكثير، خاصة حين الاقتراب من رجل أو امرأة تصطحب أبناءها لشراء ملابس العيد.
يُلمس لدى الأطفال المتسولين شيء من الوعي، فالفتيات منهم لا يقبلن الاقتراب من أي سيارة يطلب سائقها منهن الصعود إليها، ولا يقبلن المغريات المادية التي قد تعرض عليهن من قبل الشبان أو المراهقين الذين قد يحاولون التحرش بهن مقابل المال، وغالباً ما تبقى المتسولات الصغيرات بالقرب من إخوتهن الأكبر سناً سواء كانوا فتيات أو صبياناً.
ويتوزع الأطفال على شكل مجموعات صغيرة قرب إشارات المرور وعلى الأرصفة بالاتجاهين، وهم يراقبون إشارة المرور حتى تصبح حمراء لينتشروا بين السيارات طالبين نقوداً،
لا يختلف الحال كثيراً في مدينة حمص فأعداد الأطفال هناك أكثر من أي مكان آخر، والوقوف لعدة دقائق في أي من هذه الأماكن يمكن من إحصاء العشرات من الأطفال المتسولين، الذين تنتشر ظاهرة التدخين بينهم، فمنهم من يلتقط أعقاب سجائر بعد رميها من قبل المارة، ومنهم من يشتري علب سجائر من “البسطات”، وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن “شم الشعلة”، اللاصق الذي تنبعث من احتراقه أبخرة مخدرة.