لكل السوريين

تعرف بملكة الزواحف وقاطعة طريق الغابات.. ما هي أبرز خصائص أفعى الأناكوندا؟

أفعى الأناكوندا هي ثعابينُ برمائيةٌ، قادرة على السباحة، وفي نفس الوقت تعيش على الأرض، وتسمى أناكوندا (Anaconda) وهو الاسم الشائع لتلك الأفعى، بينما اسمها العلمي هو (Eunectes)؛ المُشتق من الكلمة اليونانية (Eunnectesmeans)، ويعني السباح الجيد. تعيش هذه الأفعى في المناطق الإستوائية من أمريكا الجنوبية، وتُعد واحدۃً من أكبر الثعابين في العالم.

الخصائص الجسمانية لأفعى الأناكوندا

يصل طول أفعى الأناكوندا إلى تسعة أمتار، حيث يبلغ متوسط طول الأنثى 4.5 مترًا، ومتوسط طول الذكر حوالي 2.7 مترًا. وتمتلك الأناكوندا عضلاتٍ قويةً، ورأسًا رفيعةً إلا أنها كبيرة الحجم، وتتوضع عيونها في مقدمة الرأس؛ لتساعدها على الرؤية أثناء تواجدها تحت الماء، إضافةً لخياشيم للتنفس كسائر الحيوانات البرمائية. يمتد شريطٌ أسود من عينها إلى فكها، وتمتلك قشورًا ممتدةً إلى الجزء الخلفي من جسمها، التي يختلف طولها بين الذكر والأنثى.

أنواع الأناكوندا

الأناكوندا الخضراء: تُصنف على أنها من أكبر أنواع الأفاعي حجمًا، وأثقلها وزنًا على مستوى العالم، ولم يستطع أحدٌ تحديد طولها بالضبط لصعوبة تتمددها بالكامل. لكن هناك ما يشير أن طولها يبلغ في المتوسط 17.1 قدم، ومن اسمها نستدل على لونها الأخضر، المُتدرّج بين اللون الأخضر البني، والزيتوني، والأخضر الرمادي، مع وجود بعض البقع البيضاوية ذات اللون الأسود، أو البني في بعض أنواعها.

الأناكوندا الصفراء: لونها من اسمها وهو اللون الأصفر، ويمكن أن تظهر باللون الذهبي، أو الأصفر المخضر مع بقعٍ بنيةٍ، أو سوداءَ، إضافةً لظهور خطوطٍ أو أشرطةٍ داكنةٍ على ظهرها، ويبلغ متوسط طولها ما بين 10.8 إلى 14.4 قدم.

الأناكوندا ذات البقع الداكنة: لون هذا النوع بنيّ، مع وجود بقعٍ داكنةٍ، أو سوداءَ، وتنتشر في الشمال الشرقي لأمريكا الشمالية، وفي أجزاءٍ من فرنسا، وشمال غرب البرازيل وغيرها من الأماكن الأخرى.

الأناكوندا البوليفية: وهي عبارة عن مزيجٍ من الأناكوندا الصفراء، والخضراء. والتي بقيت غامضةً فترةً طويلةً، حتى نُسبت إلى الأناكوندا الخضراء أو الصفراء حسب اللون.

أين تعيش أفعى الأناكوندا

تعيش الأناكوندا بشكلٍ عام في أمريكا الجنوبية، وشرق جبال الإنديز، حيث تتواجد الأناكوندا الخضراء في فنزويلا، وحوض الأمازون البرازيلي، وحوض أورينوكو، وكولومبيا، والإكوادور، والبيرو، وبوليفيا، وترينيداد، وغويانا. بينما تعيش أفعى الأناكوندا الصفراء في الباراجواي، وبوليفيا، وجنوب البرازيل، وشمال شرق الأرجنتين، ووُجدت الأناكوندا البوليفية في جزءٍ من بوليفيا. أما ذات البقع الداكنة ففي البرازيل، وغويانا الفرنسية.

عادةً ما تتواجد الأناكوندا في المستنقعات، والأنهار الاستوائية وفي الأراضي العشبية، كما أنها تنتشر وبكثرةٍ في الغابات المطيرة، حيث الرطوبة وأوراق الشجر الكثيفة، وتقضي معظم وقتها في السباحة.

كيف تصطاد أفعى الأناكوندا

تنشط الأناكوندا في فترات المساء، والليل أيضًا، حيث يُجبرها حجمها الكبير على الزحف على الأرض مُعظم الوقت، وهي حيواناتٌ تعيش منفردةً، وقادرة على التكيّف في مختلف الظروف، فتدخل في حالة سباتٍ أثناء مواسم الجفاف.

أفعى الأناكوندا من الحيوانات المفترسة، وتقوم بعمليات الصيد الخاصة بها في ظلام الليل، حيث تختبئ تحت الماء، حتى تأتي إحدى الفرائس للشرب، فتنقض عليها، وتغرس فيها أنيابها الحادة، فتتوقف الدورة الدموية في جسم الفريسة، ولا يصل الدم إلى المخ، فيحدث اضطرابٌ لبقية الأجهزة، يؤدي إلى موت الفريسة. في الماضي اعتقد العلماء أن الأناكوندا تضغط على رئة الفريسة فتموت، لكن ثبت أن هذا اعتقاد خاطئ.

هل الأناكوندا سامة

ربما يتبادر لأذهان البعض أن أفعى الأناكوندا تعتمد على السم في قتل فرائسها كما تفعل باقي أنواع الأفاعي، وهذا ما يُخالف الحقيقة تمامًا، فالأناكوندا لها طرقها الخاصة، التي تستخدمها من أجل الإمساك بفرائسها وشل حركتها دون الحاجة للسم، لذا إذا قابلتلك الأناكوندا في أحد الأيام، لا تتوقع أن تبصق عليك سمها، فقط لا تؤذها، تسلم.

تكاثر الأناكوندا

الأناكوندا حيواناتٌ تعيش منفردةً، وفي هذه الحالة قد تعيش لعمر عشر سنواتٍ، أما إذا عاشت في جماعةٍ فقد يصل عمرها إلى حوالي 30 عامًا، ويبدأ موسم التكاثر عند هذا الحيوان في فصل الربيع، في حالة ما إذا وصلت الأناكوندا لسن النضج الجنسي، والذي غالبًا ما يكون بين ثلاث أو أربع سنواتٍ.

وعند بدء موعد موسم التزاوج، تطلق الإناث مادةً كيميائيةً، فتنجذب إليها الذكور، وفي العادة يلتف ما بين اثنين إلى اثني عشر ذكرًا حول الأنثى للحصول على فرصةٍ للتزاوج، وبالطبع يفوز بها الذكور الأقوياء، وفي بعض الأحيان تختار الأنثى بنفسها من تتزاوج معه، إذا كانت أقوى من الذكور. وأثناء هذا الموسم، قد تتزاوج الأنثى مع عدة ذكور في آنٍ واحدٍ.

تحمل الأنثى لمدةٍ تصل لحوالي سبعة أشهرٍ، وأثناء هذه الفترة لا تأكل، ربما لتجنب خطر الإصابة أثناء الافتراس لحماية الأجنة، أو لأن الأجنة تستمد الغذاء من أجساد أمهاتها، فتوفر الطاقة التي قد تستهلكها في الصيد لهم.

تحاط الأجنة بغشاءٍ أصفر اللون، وعند الولادة يخرج الكيس من الأنثى، ويكون مغلقًا ويحتاج للكسر حتى يخرج الصغار، وفي العادة فإن الأم لا تهتم بالصغار الذين يعرفون كيفية البقاء على قيد الحياة غريزيًّا، ويختلف عدد الصغار للحمل الواحد باختلاف حجم الأم، ففي حالة الأم متوسط الحجم، يكون العدد في المتوسط 29 أفعى، ويختلف الأمر بالنسبة للأكبر أو الأصغر.

هل أفعى الأناكوندا مهددة بالانقراض

في الوقت الراهن، فإن أفعى الأناكوندا غير مهددةٍ بالانقراض، ولكن قد يحدث هذا مستقبلًا، وذلك نتيجة عدة أسبابٍ، أهمها حملات الصيد التي يقوم بها البشر ضد هذا النوع من الأفاعي.

متى تهاجم الأناكوندا الإنسان

في الحالة الطبيعية، لا تستسيغ أفعى الأناكوندا الإنسان كغذاءٍ لها، ونستطيع القول بأنها لا تعتبر البشر فريسةً لها، وبالتالي لا تهاجمه في الظروف العادية. إلا أنها تتحول بسرعةٍ إلى أكثر حالتها عدوانيةً، عند تعرض الإنسان لها بالسوء، وقد تلدغه بأنيابها، ويحدث ذلك في كثيرٍ من الحالات، التي يحاول فيها أحدٌ ما اصطياد بعضٍ من أنواعها.