لكل السوريين

الصناعة الحرفية في حمص.. تستنجد دعماً ينقذها من الاندثار

حمص/ نور الحسين 

تعتبر الصناعات الحرفية اليدوية مرآة تعكس جانباً من جوانب الهوية لأي بلد، وتعتبر تراثاً حضارياً تحافظ عليه معظم الدول كجزء من أصالة شعوبها ورمزاً لعراقتها وتطورها.

وارتبط تطور قيام المهن والحرف بتطور المجتمعات وتقدمها، ففي كل مرحلة من المراحل ظهرت حرف وانتعشت ودخلت إليها التكنولوجيا واستمرت فيما اندثرت أخرى لعدم الحاجة إليها.

فإذا أردنا الحديث عن الصناعات الحرفية التراثية في حمص، فإننا نجد أن المدينة اشتهرت بالعديد من هذه الصناعات، كالفخاريات والنحاسيات بأنواعها وصناعة الذهب والفضيات وصناعة الزجاج والعبي والجلابيات والألبسة التراثية وصناعة خبز التنور وغيرها، وبعض هذه الصناعات اندثر كحرفة النول العربي والزجاج المعشق وصناعة البسط وبعضها في طريقه الى الزوال والاندثار لأسباب عدة.‏

ويذكر أحد المؤرخين أن معظم الأسر العاملة في عدد من المهن اتخذت اسماً لها أرخ لتاريخ العائلة، كما أن العديد من تلك المهن التي تربت عليها أجيال وكانت المورد الاقتصادي للكثير من العائلات الحمصية اندثرت، وبالمقابل فإن مهناً أخرى حظيت اليوم بالانتشار الواسع وتطورت أساليب العمل فيها نظراً للتقدم الصناعي والتكنولوجي الذي شمل مختلف مناحي الحياة.

إضافة لذلك هناك العديد من الأسواق التي تدل أسماؤها على هذه المهن كسوق الحدادين وسوق النحاسين وسوق العطارين، لكن للأسف فعلت الحرب الشعواء فعلتها في تلك الأسواق التي تعرضت للنهب والسرقة والدمار على مدار سنين الحرب، مما أدى إلى تلاشي ملامح تلك الأسواق التي كانت في حمص القديمة ولم يبق إلا عدد قليل من الصناع معظمهم هاجر ومنهم من ترك المهنة أو اكتفى بمحل صغير في أحد الأحياء حفاظا منه على مهنته التي توارثها من الآباء والأجداد، ومما يدعو للأسف انه لا توجد في حمص حتى الآن سوق لعرض الإبداعات الحرفية أسوة بسوق المهن اليدوية في دمشق وحلب‏..

ومن يستمع إلى هموم من بقي من أصحاب المهن الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة في بعض الأحياء يشعر بالحزن على ما آلت إليه هذه الصناعات وأصحابها من تهجير وتدمير منشآتهم، فقد تأثر الحرفيون ومنتجاتهم وعملهم بشكل كبير خاصة مع غياب السياح عن حمص، وهم مستغربون من حالة الإهمال الذي تعاني منه تلك المهن من قبل الجهات المعنية، فالحرفيون كشريحة عاملة وواسعة لهم الدور الكبير في إعادة بناء سوريا فكل حرفة هي فرصة عمل، حيث جذبت منتجاتهم كل من شاهدها في أصقاع العالم عبر مختلف المعارض والأسواق.