لكل السوريين

مخيم نازحي تل أبيض:” الخيم البلاستيكية تزيد من معاناة قاطنيه”

الرقة/ حسن الشيخ

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال فصل الصيف، يواجه نازحو تل أبيض أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل وطأة الحرارة الشديدة، واعتمادهم على وسائل التبريد التقليدية وانقطاع متكرر للطاقة الكهربائية.

يقطن مخيم نازحي تل أبيض ما يقارب الـ 7000 نازح، والذي أسس في 22 تشرين الثاني 2019، ولا يزال يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويعتمد قاطنوه على الخيام المصنوعة من البلاستيك والتي لا توفر أي حماية من حرارة الشمس القاسية التي تتجاوز في بعض الأيام 45 درجة مئوية.

يقول “مصطفى جلال ” أحد قاطني المخيم: “في النهار لا يمكن الجلوس داخل الخيمة، الحرارة لا تطاق، والكهرباء أحياناً تنقطع فترة الذروة بسبب الأعطال والأحمال الزائدة، ونتيجة لذلك وبسبب ضعف الكهرباء لا نتمكن تشغيل مروحة بسيطة.”

ويضيف: “أطفالنا يمرضون من شدة الحرارة، ولا توجد مبردات ولا أجهزة تبريد يعتمد عليها، نضطر أحياناً لرش الماء على أرض الخيمة لتخفيف الحرارة، لكنها لا تفيد.”

تعاني العائلات أيضاً من تقنين في الخدمات الأساسية كالمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية، حيث تعمل إدارة المخيم بجهود خجولة على تأمين المياه حال انقطاعها عبر صهريج وحيد لا يغطي الحاجة، في حين تقتصر الرعاية الصحية على نقطة طبية وحيدة، وعيادة متنقلة تابعة للهلال الأحمر الكردي تقدم بعض الأدوية والخدمات الطبية بمحدودية.

من جانب أخر تقول النازحة عديلة محمد وهي أم لثلاثة أطفال: “ابنتي أصيبت بضربة شمس منذ يومين، ولم نجد دواء في النقطة الطبية، طلبوا منا الذهاب إلى مركز صحي خارج المخيم، لكن لا نملك أجرة الطريق.”

وفي ظل هذه الظروف الصعبة يُطالب قاطني المخيم المنظمات الإنسانية الدولية بالتحرك العاجل لإيجاد حلول مستدامة، كتوفير مساكن بديلة أو تحسين البنية التحتية في المخيم، إلى جانب دعم شبكة الكهرباء وتوفير وسائل التبريد الأساسية.

يبقى صيف مخيم نازحي تل أبيض، كما في كل عام، اختباراً قاسياً لصبر أهله وصمودهم، بين حرارة الشمس ولهيب الحاجة، تتجدد صرخة نازحي تل أبيض: “نريد فقط أن نعيش بكرامة.”

- Advertisement -

- Advertisement -