لكل السوريين

منها بدوافع مالية وأخرى بدوافع اغتصاب.. ارتفاع كبير في حالات الخطف في إدلب

السوري/ إدلب ـ كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الخطف والسلب في عموم الشمال الغربي من سوريا، وبالأخص في مدينة إدلب التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية، دون رادع أمني أو أي حالة احترازية من قبل ما تسمى بحكومة الإنقاذ التابعة للهيئة.

وسجلت محافظة إدلب في الشهر الفائت أكثر من مئة حالة خطف، وتنوعت بين خطف أطفال وشخصيات تعد من الأثرياء، في وقت يتساءل فيه مواطنون عن سبب كثرة مثل هذه الحالات.

وتسيطر الغاية المالية من عمليات الخطف تلك على الحالات، في حين تأتي الدوافع الشهوانية في المرتبة الثانية، أما حالات الاتجار بالأعضاء البشرية فتأتي ثالثا بحسب مراسلنا.

وبحسب مراقبون؛ فإن ازدياد تلك الحالات يعود لتغلغل المافيات بشكل كبير في شمال غرب سوريا، كما وأن نسبة الفقر المرتفعة تعد أيضا دافعا لازدياد تلك الحالات، يضاف إلى ذلك انعدام فرص العمل.

وللوقوف على توسيع تلك الظاهرة لنطاق انتشارها في الشارع الإدلبي، التقت صحيفتنا ببعض من الأهالي الذين كانوا ضحية للخطف، ومنهم أحمد حسان، وهو نازح من منطقة أريحا، والذي قال “أعمل تاجر قمح، في الخامس من تموز الماضي قامت مجموعة باختطافي من محل عملي، كانوا يستقلون سيارة نوع فان لون فضي، بحجة أنهم أمنيين تابعين للهيئة”.

ويضيف “كنت مكبلا، ومغمض العينين، وبعد مسير ساعة، وجدت نفسي في مدجنة، وبمنطقة مقطوعة، حينها أدركت أنني مخطوف، وبعد يوم كامل دون طعام ولا ماء؛ جاء شخص يتكلم بلغة أهل الجزيرة السورية، ويريد مني أن أكلم أهلي وأن أطالبهم بإحضار فدية بمقدار 50 ألف دولار”.

ويتابع “منحوا أهلي مدة أسبوع، وحذروهم في حال عدم تأمين المبلغ قبل انتهاء المهلة سيكون مصيري القتل، استطاع ابني تأمين المبلغ، وسلمه لهم، وتمت عملية التسليم، بعدها رموني مكبل اليدين مغطى العينين، في مقلع قريب من المنطقة المتفق عليها، وهربوا”.

أم ثائر، نازحة من ريف دمشق، لديها بنت تبلغ من العمر 23 سنة، قصت لمراسلنا ما جرى مع ابنتها، فقالت “ابنتي تعمل في إحدى المنظمات، وأثناء عودتها من دوامها في سرمدا باتجاه حارم استوقفتها سيارة من نوع جيب سنتافيه لون أسود وفيها ثلاثة شبان مسلحين، وعند فتح باب السيارة التي كانت تستقلها، قاموا بسحبها من يدها وزجها بسيارتهم وقاموا بخطفها”.

بعدها، قامت أم ثائر بإبلاغ مخفر سرمدا التابع لهيئة تحرير الشام عن الحادثة، والذين جاوبوها بأنهم سيبحثون عنها، وبعد مضي عشرون يوما على اختطاف البنت، أخبرها عناصر من الهيئة بأن ابنتها في مشفى باب الهوى بالقرب من الحدود التركية.

تقول أم ثائر “ما إن أخبروني ذهبت فورا، وما إن وصلت حتى وجدت ابنتي مغمى عليها، وأخبرني مدير المشفى بأنها تعرضت للاغتصاب العنيف، وأنهم وجدوها ملقاة على باب المشفى في الواحدة ليلا”.

والتقى مراسلنا بأحد ضباط الأمن الجنائي التابع لما يسمى بحكومة الإنقاذ بإدلب، والذي ذكر أنهم في الفترة الأخيرة تلقوا بلاغات كثير عن حالات خطف، منها بدافع الفدية، ومنها بدافع الشهوة، وأخرى يتم العثور على ضحاياها مفرغون من أعضائهم الداخلية.

ويضيف “الملفت للدهشة أن الهيئة كثفت تواجد الحواجز في المنطقة التي تسيطر عليها، ومع ذلك لم تستطع ضبط هذه الحوادث”.

وازدادت نسبة الانفلات الأمني بنسبة 70% بعد الدخول التركي إلى المنطقة بشكل علني، ما دفع مواطنون ومتابعون للتساؤل عن كيف يتم تهريب الأعضاء البشرية، مع العلم أن استئصال الأعضاء البشرية لا يتم إلا عبر كوادر طبية محترفة.

تقرير/ عباس إدلبي