لكل السوريين

ترامب مريض أم متمارض له مآرب أخرى؟!

أعلن طبيب البيت الأبيض، شون كونلي، أمس الاثنين، عن خروج ترامب من المستشفى العسكري (وولتر ريد)، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي في تغريده على ’’تويتر’’، “سأغادر مركز والتر ريد الطبي الرائع اليوم في الساعة 18:30؛ أشعر فعلاً بأنني بخير؛ لا تخشوا كوفيد؛ لا تدعوه يسيطر على حياتكم”، مؤكدا أنه يشعر بأنه “أفضل مما كان عليه قبل عشرين عاما”.

الرئيس المستهتر كما وصفته الأوساط العلمية في أمريكا، بعد خروجه بتصريح “غير مسؤول” كما وصفوه في أبريل الماضي، مع بداية تفشي الفايروس في الولايات المتحدة، “أرى كيف أن المطهر يمكنه القضاء على الفيروس في دقيقة.. دقيقة واحدة.. فهل ثمة طريقة لفعل شيء كهذا، بالحقن داخلياً، أو ما يشبه التنظيف؟ من المثير للاهتمام تجربة ذلك”.

تفشى الفايروس (كوفيد19) حول العالم وانتشر كالنار في الهشيم، واحتلت الولايات المتحدة المركز الأول في عدد الإصابات، وبظل سخط الأمريكيين خرج ترامب الذي اتخذ من ’’تويتر’’ منصة لإصدار القرارات والتصريحات، وكتب في تغريده على’’ تويتر’’. “كثيرون يقولون إن وضع الكمامة عمل وطني حين تستحيل ممارسة التباعد الاجتماعي؛ ولا أحد أكثر وطنية منّي”، مرفقا تغريدته بصورة له وهو يضع كمامة.

وأضاف في تصريح له آنذاك، والذي بدا أكثر واقعية من الرئيس الأمريكي إن، “الأزمة ستسوء حتماً، للأسف، قبل أن تتحسن واللقاحات آتية وستأتي أبكر بكثير مما كان يعتقده أي شخص”.

شون كونلي الذي أعلن نقل الرئيس الأمريكي لمستشفى وولتر ريد العسكري (الجمعة)، لتقلي العلاج بعد تأكد إصابته بـ (كوفيد-19)، ما أثار شكوكا حول إصابته.

مع العلم إن الأطباء يوصون بحجر صحي للمصاب لفترة 14يوم، إلا أن هذه السرعة في الإعلان عن الإصابة والتماثل للشفاء من الرئيس الأمريكي يفتح باب التساؤل لكثير من الاحتمالات.

أولها أنه الرئيس القوي القادر على تجاوز صعاب الأمور والممسك بزمامها، وانشغاله بأمور البلاد رغم ما يمر به من مرض، وهذا ما أكدته ابنته إيفانكا، والتي نشرت صورة لوالدها على ’’تويتر’’ معلقةً عليها بالقول: “لا شيء يمكن أن يمنعه من العمل من أجل الشعب الأمريكي؛ إنه لا يلين!”.

وكذلك عندما خرج يحيي أنصاره المجتمعين أمام المستشفى، والتي لاقت استهجانا كبيرا لدى كثير من الأمريكيين، بسبب عدم اتباعه لمعايير السلامة، وخصوصا بالنسبة لمن كان معه في السيارة، والذي ينبغي عليهم حجر أنفسهم لمدة 14يوما.

وثانيها الدواء حيث حصل ترامب (74 عاما)، بحسب الأطباء على جرعتين من عقار عقار ’’ديكساميثازون’’ المضاد للفيروسات إضافة إلى عقار ’’ريمديسيفير’’، الذي سبق أن أعلن الرئيس الأميركي عنه، عندما قال في مايو الماضي إن إدارة الدواء والغذاء الأميركية أجازت لشركة “غيلياد ساينسيز” أن تستخدم بشكل طارئ علاجها التجريبي المضاد للفيروسات “ريمديسيفير” لعلاج المصابين بمرض “كوفيد-19”.

الرئيس الأمريكي أعلن في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، في 23أغسطس الماضي أن إدارة الأغذية والأدوية FDA أجازت استخدام بلازما المتعافين، لعلاج المصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن هذا العلاج حقق نجاحات كبيرة.

إلا أن مراقبين يرون أن هذا الإعلان من ضمن برنامج ترامب الانتخابي، حيث قال أحد المعلقين السياسيين الأمريكيين في هذا الصدد “لا يمكن الحديث عن هذا التقدم دون الحديث عن بدء أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري. ترامب يبحث عن شيء يمكن بيعه للجمهوريين والمستقلين، وهذه الأخبار هي ما يبحث عنه”.

بناءً على الاحتمالين السابقين يتجلى لنا احتمالٌ ثالث؛ هو سعي ترامب لكسب الشعبية لا سيما بعد تراجع مستمر لشعبيته، ووفق استطلاع للرأي لصالح صحيفة “وول ستريت جورنال” وشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركيتين تقدّم بايدن على الرئيس بواقع 14 نقطة مئوية، وكشف استطلاع آخر أن إصابة ترامب بكورونا لم تجلب تعاطفا كبيرا معه.

تقرير/ أحمد العلي