لكل السوريين

في حماة.. المياه وجعٌ آخر يؤرّق الحمويين!

حماة_ معاناة لا توصف يعيشها أهالي مدينة حماة وريفها لاسيما منطقتي مصياف والسلمية، في الحصول على المياه التي أصبحت هاجساً يؤرق المواطنين، حيث تتفاوت أدوار المياه وتترواح بين5 أيام في المدينة بينما تزداد المعاناة في الريف ويصل انتظار الدور إلى 20 يوماً.

ويضاف لذلك تلاعب عمال التوزيع في وحدات المياه بالدور، مما يضطر الأهالي إلى الشراء من الصهاريج وتكبد مصاريف كبيرة تثقل كاهلهم وحياتهم حيث تراوح سعر صهريج المياه سعة 5 براميل بين 6000 آلاف ليرة و9000 آلاف ليرة بالرغم من أن مياه الينابيع والمياه متوافرة في الآبار وبالرغم من تزويد آبار المياه للمؤسسة بالمازوت، ويرى المواطنون أن التذرع بانقطاع التيار الكهربائي أمر مبالغ فيه وأنه لابد أن يكون لدى المؤسسة حلولاً لتأمين المياه.

وفي السياق، يقول وليد (56 عاماً): “نحن في حي وسط المدينة نعاني دائماً من مشكلة نقص وفقدان المياه، تقدّم الأهالي بالعديد من الشكاوى لمؤسسة المياه لحلها، لكن دون جدوى، لم نتلقّ أية ردود إيجابية منهم مطلقاً، مع العلم أن الحديث عن أضرار ضخمة هو فقط للتستر على الفساد واللامبالاة من المسؤولين هنا”.

أما راميا (40 عاماً) من سكان المدينة أيضاً، فإنها تؤكد أن المياه إن وصلت إلى الحي تكون محملة بالأتربة ورائحتها كريهة جداً، ما يضطر الأهالي إلى شراء قوارير مياه معبّأة للشرب، رغم ارتفاع أسعارها.

بدوره، قال المدير العام لمؤسسة المياه في حماة الدكتور المهندس “مطيع عبشي” في حديثه لصحيفة محلية: “نعمل بأقصى طاقتنا وحسب الإمكانيات للمحافظة على الدور بحيث تأتي في موعدها المحدد ولكن ما يحدث أحيانا ظروف خارجة عن نطاق إرادتنا لناحية حدوث عطل ما ريثما يتم إصلاحه أو نقص في مادة المازوت حتى يتم تأمينها” حسب قوله.

تتوالى أزمات السوريين المعيشية منذ عام 2011، وتجتمع لتشكل ثقلاً كبيراً يحملونه على أكتافهم، فمع غلاء المنتجات وارتفاع أسعارها، وتدهور قيمة الليرة السورية وانخفاض الدخل، وعدم القدرة على الوصول إلى الوقود، يفقد المواطنون قدرتهم على تأمين المياه.

ومع تراجع حصة الفرد من الموارد المائية المتاحة، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالموارد وببنيتها التحتية، أصبحت القدرة على توفير المياه النظيفة الصالحة للاستخدام تمثل التحدي الأبرز في حياة المواطن السوري، أو توفير المقدرة المادية للحصول عليها، مع الارتفاع المتواصل لمعدلات الفقر وقلة ذات اليد.

حكمت أسود