لكل السوريين

عبد القادر كردغلي ملك كرة القدم السورية في الثمانينات

لمع اسمه بشكل واسع خلال الفترة الذهبية من تاريخ كرة القدم السورية، حيث كان يمتلك مهارات فنية عالية وتسديدات مفاجئة، ويلعب في أكثر من مركز لكنه كان يجيد اللعب في وسط الملعب أكثر تأثيرا، فتراه يعود للخلف أحيانا و يوزع التمرينات المتقنة لزملائه، كما كان له شخصية مميزه داخل الملعب، لذلك استحق حمل شارة الكابتن فترة طويلة وكانت تساعده مهاراته الفنية المتميزة في الاختراق والتسديد من مسافات بعيدة، إضافة إلى أنه كان يتقن متابعة الكرات الرأسية والضربات المقصية.

وللتعرف على المزيد من سيرة هذا النجم المتميز نجد أن بداية انطلاقته في ميدان كرة القدم ضمن فرق الأحياء الشعبية في مدينة اللاذقية، ثم انضم بعد ذلك إلى صفوف نادي النهضة سابقا(تشرين حاليا) في بداية السبعينات، وفي أول مباراة له لفت الأنظار وأثبت موهبته بالتهديف عندما سجل 4 أهداف وعلى ضوء ذلك بدأت مشاركته مع النادي بشكل رسمي عندما كان مصنفا بالدرجة الثانية، حيث تم بعدها دمج الناديين النهضة والقادسية باسم نادي تشرين.

فشارك معه بدوري فئة الناشئين وحصل على بطولة الدوري السوري لهذه الفئة، ثم ترفع لفئة الشباب وبنفس الوقت تم ترفيعه لفئة الرجال وكان ضمن صفوف الفريق الذي أحرز بطولة الدوري السوري مع مجموعة من اللاعبين المتميزين

في عام 1982، نظرا لبروزه بشكل لافت وانتشار شهرته في الدوري السوري قام نادي الجيش باستقطابه الذي كان يعمل على تجميع أبرز لاعبي الدوري السوري، فساهم مع زملائه بإحراز نادي بطولة الدوري السوري لموسم 1985 وكأس الجمهورية في موسم 1986، لكنه عاد لناديه الأم تشرين في موسم 1987 وبقي فيه حتى عام 1995 وحمل إشارة كابتن الفريق طوال تلك الفترة، ونافس ناديه خلال وجوده معه على بطولة الدوري مرتين الأولى عام1988, وموسم 1994, لكنه حل ثانيا كذلك وصل إلى نهائي الكأس في موسم 1989 عندما خسر أمام نادي الفتوة بهدف وحيد.

ومن الأندية التي لعب معها نادي جبلة الذي استعاره خلال مشاركته في بطولة الأندية العربية عام 1989، أما عن مسيرته مع المنتخبات فقد مثل سوريا في منتخب الشباب والرجال لفترة طويلة، وأهم مشاركاته كانت مع الأندية العربية في تونس وكان وقتها يلعب مع نادي الجيش ومع جبلة ببطولة الأندية العربية.

ومع المنتخب كان ضمن أفراد الفريق الذي شارك في تصفيات كأس العالم 1986، حيث تنافست سوريا والعراق لحجز بطاقة التأهل حيث تعادلا  في دمشق وخسرت سوريا في السعودية.

ومن المشاركات الأخرى مع المنتخب:

تصفيات كأس العالم 1986، بطولة كأس العرب 1988، الدورة العربية في المغرب  1985، تصفيات كأس أمم آسيوية 1983 في أندونيسيا، كأس أمم آسيوية في سنغافورة 1984، تصفيات كأس أمم آسيوية 1988 في اندونيسيا.

وأهم الانجازات التي حققها مع المنتخب السوري الفوز بالمركز الأول في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الحادية عشره التي أقيمت باللاذقية في عام 1987، عندما فازت سوريا على فرنسا بالمباراة النهائية بهدفين مقابل هدف واحد

كذلك كان من أفراد الفريق الذي فاز بالمركز الثاني ببطولة العرب التي جرت في عام 1988 بالأردن، وقد بلغ عدد مبارياته الدولية  102 مباراة  مع منتخب بلاده أحرز خلالهم 34 هدفاً.

ومن انجازاته حصل على لقب هداف الدوري السوري مرة واحدة في موسم 1984، ووصيف الهداف خمس مرات

وبلغ عدد أهدافه بالدوري السوري 100 هدفا، تلقى خلال مسيرته الكروية عدة عروض احترافية خارجية أبرزها من نادي آرس اليوناني المنافس على بطولة الدوري آنذاك لكن الاتحاد الرياضي وقتها رفض هذا العرض بحجة عدم وجود احتراف في سوريا كما تنص الأنظمة،  و لم تكن تلك  لمرة الوحيدة التي يتعرض فيها هذا اللاعب للظلم  من قبل الاتحاد الرياضي السوري، فقد تعرض لعقوبة الحرمان النهائي من ممارسة كرة القدم و تغريمه بكافة النفقات التي صرفت على إعداده بسبب تأخره عن الالتحاق بمعسكر المنتخب لمدة ثلاثة أيام لأسباب قاهرة لكن بعد ذلك تم رفع العقوبة عنه بموجب عفو رئاسي حتى تمكن من العودة و ممارسة معشوقته من جديد.

قال عنه نجم وكابتن منتخب مصر اللاعب حسام حرام أن يبقى مثل هذا اللاعب أسير دوري محلي، كذلك قال عنه أحمد شوبير حارس منتخب مصر والإعلامي المعروف الذي سجل في مرماه هدفا أثناء الضربات الترجيحية في مباراة مصر وسوريا ببطولة كأس العرب في الأردن مكانه الحقيقي الدوريات الأوربية المحترمة، أما عن مسيرته التدريبية بعد اعتزاله اللعب في عام 1996 فقد شارك في جميع الدورات التدريبية التي أقامها اتحاد كرة القدم خلال تلك المرحلة، إضافة إلى دورة متقدمة في البحرين، ومن الأندية التي دربها تشرين والقرداحة عندما صعد للدرجة الأولى، كذلك كلفه الاتحاد السوري الذي كان يرأسه مروان عرفات في منتصف التسعينات مدربا للمنتخب سوريا للرجال مع الكابتن نزار محروس، لكنه اعتذر عن هذه المهمة لأنه وجدها لا تتناسب مع عمره في تلك الفترة.

وعلى الصعيد الإداري كلف رئيسا لنادي تشرين أكثر من مرة، ومديراً فنيا لفريق كرة القدم، كذلك انتخب عضوا في الاتحاد السوري لكرة القدم الذي كان يرأسه العميد حاتم الغايب وسمي أيضا مديرا لمنتخب سوريا لفريق الرجال خلال تلك الفترة.

والجدير بالذكر أن اللاعب عبد القادر كردغلي من مواليد اللاذقية 1961، خريج معهد رياضي ويعمل حالياً إدارياً لفريق رجال نادي تشرين بكرة القدم.