لكل السوريين

لرخص أسعارها.. إقبال أهالي حمص على شراء سلعاً مجهولة المصدر

حمص/ بسام الحمد

تزايدت ظاهرة انتشار السلع الغذائية والبضائع مجهولة المصدر بكثرة في الآونة الأخيرة، حيث تنتشر المواد الغذائية المتنوعة على الأرصفة من الشوارع والأسواق في مدينة حمص، في الوقت الذي لا يُعرف مصدر بعضها وبعضها الآخر منتهية الصلاحية، وتُباع بأسعار رخيصة مقارنة بأسعارها الحقيقية في المحلات التجارية.

تشهد هذه السلع إقبالاً كبير، نظرا لأنها تُباع بنصف سعرها أو أعلى من ذلك بقليل، ما يدل على أن الأوضاع المعيشية في البلاد في أدنى مستوياتها. ولولا حاجة الناس الماسة لما اشترى أحد هذه البضائع مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية، خاصة وأن لها آثار سلبية خطيرة.

تُباع تلك المواد التي يرجح البعض منها أنها دخلت بعمليات تهريب، بأسعار رخيصة قياسا بأسعارها في المحال التجارية، بعضها مجهولة المصدر، وبعضها الآخر غير مخصص للبيع كما هو مكتوب على اللصاقة، وهو ما يدفع البعض إلى أنها مصادرات من قبل أجهزة التموين وسُربت بدل حرقها أو دفنها، فيما يرى البعض أنها من المساعدات التي دخلت إلى الموانئ السورية، لكن حولها يتزاحم المتسوقون.

أرجع متسوقون إقبالهم على هذه السلع إلى أنها “أرخص مقارنة بأسعارها الحقيقية في المحال التجارية”، فيما أكد بعض البائعين أن أسعار السلع المعروضة هي سبب رغبة المواطن في شرائها، كونها تحقق توفيرا للمشترينَ لا يقل عن 25 بالمئة، ومن هذه المواد الزيوت بأنواعها، التي تُباع بـ 20 ألفا للتر الواحد من نوع دوار الشمس، فيما يُباع الرز بـ 12 ألف ليرة سورية، بينما علبة “الطون” بـ 6 ألف ليرة، وعلبة “السردين” بـ 4000 ليرة، وسعر ربطة المعكرونة بـ 9000 ليرة.

كذلك، ثمة سلع مغشوشة تجتاح الأسواق السورية مؤخرا، وهي منتجات الألبان والأجبان وزيت الزيتون، فضلا عن العسل المغشوش. والسبب نتيجة ارتفاع أسعار الألبان والأجبان المصنوعة منزليا، والتي لا تستطيع مئات العائلات السورية الآن شراءها، مُنح أصحاب المصانع والمعامل، الذين يعمل معظمهم خارج دائرة الرقابة الصحية، تأشيرة عبور خضراء لتصدير منتجاتهم إلى السوق.

هذه المنتجات تُعرض بأسعار أقل من المصنوعة منزليا، ولذلك تشهد إقبالا على شرائها، على الرغم من خفض جودتها وغير معروفة المصنع الذي صنعها، كما أنها غير موسومة بتاريخ الإنتاج. فمحال بيع الألبان والأجبان في عموم الأسواق السورية، تغصّ يوميا بالعشرات لشراء ما هو معروض على واجهاتها من هذه المنتجات، على اعتبار أنه لم يعُد بمقدورهم شراء المنزلية منها.

 

لاسيما بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد منها، كامل الدسم إلى أكثر من 32 ألف ليرة سورية للبنة و42 ألف ليرة للجبنة، بينما أسعارها في هذه المحال للبنة تتراوح ما بين 10 آلاف ليرة وصولا إلى 17 ألف ليرة للكيلو الواحد، وأسعار الجبنة تتراوح ما بين 15 ألفا وحتى 20 ألفا.

 

ظاهرة الغش والاحتيال في الأسواق بحمص ليست بجديدة ولكنها في تزايد مستمر، وكل ذلك يعود إلى ضعف دور هيئات الرقابة والتموين في ضبط الأسعار بالأسواق، والتصدير وسياسة تسعير التوريد التي تتّبعها الجهات المعنية في “وزارة التجارة الداخلية السورية” التي لا تأخذ كل التكاليف بعين الاعتبار ولا سيما غير المرئية.

في المقابل، تملأ الأسواق في الوقت الحالي العديد من أنواع العسل المغشوش، يعيدها مسؤولون إلى تراجع كميات إنتاج العسل للموسم الحالي نتيجة عدة عوامل أبرزها التقلبات المناخية التي تعرّضت لها البلاد، وهو ما أدى لعدم خروج النحل من الخلايا وبالتالي تغيرت دورة حياته التي تعتمد على زيادة أعداده في توقيت معين.