لكل السوريين

محافظة القنيطرة.. توتر وحصار وهدوء حذر

القنيطرة/ محمد الصالح 

تشهد مناطق ريف القنيطرة الأوسط حالة من الهدوء الحذر بعد التوتر الأمني والاستنفار العسكري الذي شهدته المنطقة بعد أن شن مجهولون هجوماً على حاجز العمري القريب من بلدة أم باطنة، وتعرضت البلدة للقصف بقذائف الهاون من قِبل القوات المتمركزة في تل الشعار، مما أسفر عن حالة نزوح كبيرة للأهالي، واستقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط البلدة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها، وهددت باقتحامها وشن حملة أمنية فيها، باعتبار أن منفذي الهجوم قدموا منها، ومن ريف درعا الغربي.

ولم تسفر المفاوضات الأولى بين وجهاء البلدة ووجهاء البلدات المحيطة بها مع قوات النظام عن اتفاق عن يحول دون التهديد باقتحام المدينة.

وحسب مصادر محلية، توصلت المفاوضات إلى اتفاق على وقف الحملة العسكرية على البلدة إلى أن تنتهي دراسة الخيارات المطروحة على طاولة التفاوض من قبل جميع الأطراف، وعلى عودة الأهالي إلى البلدة، والسماح لهم بالتحرك والخروج والدخول من البلدة، وإليها، مع استمرار الانتشار وتعزيز الحواجز العسكرية في محيطها، والبدء بسحبها على دفعات متزامنة مع التقدم في جولات التفاوض.

تخفيف التوتر

أفادت مصادر من بلدة أم باطنة بقدوم وفد روسي إلى البلدة واجتماعه مع الأهالي، وقالت المصادر التي حضرت الاجتماعات إن الأطراف لم تتوصل إلى صيغة اتفاق نهائية، بسبب التمسك بطلب ترحيل الأشخاص المتهمين بشن الهجوم على الحاجز بالتعاون مع مجموعة قدمت من ريف درعا الغربي، وهو ما رفضته اللجان المفاوضة ووجهاء البلدة.

وطالبت اللجان المفاوضة بالإفراج عن المعتقلين من البلدة، وتسوية أوضاع المطلوبين، وإيجاد حلول للمتخلفين والفارين من الخدمة العسكرية، وإزالة الحواجز والطوق الأمني المفروض على البلدة، مقابل تعهد عائلات المتهمين وعشائرهم بعدم قيامهم بأفعال ضد القوات العسكرية في المنطقة، والتعهد بعدم السماح بوصول مجموعات من ريف درعا الغربي إلى مناطق القنيطرة للقيام بأفعال مناهضة لهذه القوات.

درعا تناصر القنيطرة

بعد محاصرة بلدة أم باطنة، قطعت مجموعة من ناشطي مدينة جاسم، بريف درعا الشمالي، الطريق بينها وبين مدينة القنيطرة احتجاجاً على التصعيد، والتهديد باقتحام المدينة.

كما خرجت مظاهرة ليلية في درعا البلد تضامناً مع أهالي بلدة أم باطنة.

وأصدرت مجموعات من محافظة درعا بيانات أعلنوا فيها وقوفهم ضد الاعتداء على بلدة أم باطنة، معتبرين في بياناتهم أن أي اعتداء على بلدة أم باطنة يعتبر اعتداء على محافظتي درعا والقنيطرة، وأن الرد سيكون قاسياً إذا لم يتم الاتفاق بين الأطراف على إنهاء الأزمة في المنطقة.

يذكر أن هذا الحصار والتهديد باجتياح البلدة هو الأول الذي تتعرض له محافظة القنيطرة منذ السيطرة عليها في تموز 2018.