لكل السوريين

جولة في أسعار الشاليهات والمنتجعات على الساحل السوري

طرطوس/ا  ن

 

أضحت المنتجعات والشاليهات على شواطئ اللاذقية وطرطوس، مجرد أحلام من الصعوبة تحقيقها، لذوي الدخل المحدود، لتبقى حكرا على فئات معينة من الناس تصنيفها كما تصنيف المنشآت السياحية من فئة خمس نجوم.

والموسم السياحي في طرطوس واللاذقية ببدايته، وأسعار الليلة الواحدة في المنتجعات والشاليهات تتزايد على إيقاع تمدد، وسعر الليلة يومي الخميس والجمعة ليس كسعر بقية أيام الأسبوع، بسبب الإقبال الشديد خلال هذين اليومين.

بين منتجع وشاليه وكوخ، تتفاوت الأسعار بحسب الإطلالة البحرية والإكساء والأثاث الموجود، ففي طرطوس مثلا :

اخبرنا أبو ياسر وهو احد المستثمرين بموضوع الشاليهات وخيم القصب: انه في مجمع الرمال الذهبية، أجار الليلة الواحدة لشاليه مؤلف من غرفة وصالون يتراوح بين 200 الى 300 ألف ليرة بحسب موقعه فيما إذا نسق أول ويتمتع بإطلالة مباشرة على البحر أو نسق ثاني، كما يتراوح أجار شالبه مؤلف من غرفتين وصالون ,إطلالة بحرية مع تكييف وإكساء سوبر دبلوكس, وبين 250 الى 550ألف إكساء، مع إمكانية الحسم للحجوزات التي تبدأ من سبعة أيام فما فوق ,اما شاليهات شاطئ النورس السياحي، يتفاوت سعر الليلة الواحدة حسب أيام الأسبوع، فأيام الأربعاء والخميس والجمعة يصل سعر الليلة الواحدة في شاليه أمامي مكيف الى200 الف ليرة، فيما يتراوح سعر الليلة في بقية أيام الأسبوع بين 100 الى 150 الف ليرة .

السيدة انتصار مع اختين لها ومعهم اخوهم، سألناها عن أسعار الشاليهات هذه السنة وشو قصة الاصطياف والسباحة بالبحر، فقالت لنا حرفيا الاصطياف ممنوع على المواطن العادي والفقير, وحتى على أبناء الساحل انفسهم, اسال الله أيام الزمان وقت ما كان الساحل مفتوح للجميع, شو قصة الحضارة ولمدنية, لقد ضيقت علينا وعلى المواطنين كتير, قال : حضارة وتقدم ومعها فقر وجوع وكفر وحرمان. سأضرب لك مثلا: منتجع بلو بي من سوية مصنف  3 نجوم، والله لا يليق به لا نجمة واحدة من سوء الخدمات, الأسعار تبدأ من100 ألف ليرة أجار شاليه أرضي إطلالة بحرية يتسع لثلاثة أشخاص، فيما يصل أجار الليلة في شاليه مماثل يتسع لخمسة أشخاص إلى175 ألف ليرة, اما في فندق الشاطئ الأزرق، أجار الليلة الواحدة في غرفة تتسع لشخصين مع إطلالة بحرية 100 ألف ليرة مع خصم ١٠% خلال شهري حزيران وتموز ، أما الغرفة التي تتسع لثلاثة أشخاص يصل أجارها إلى75 ألف ليرة مع حسم ١٠% أيضا, وأمام أسعار الخمس نجوم للسياحة المخملية وتفاوتها بدون ضوابط محددة وبدون سقوف ، تبقى السياحة الشعبية حلما لأصحاب الدخل المحدود، فالموسم السياحي ما زال في بدايته والمنشآت السياحية تغطي كامل خريطة الساحل السوري وهناك أسعار لكافة الشرائح إضافة للشواطئ المفتوحة بأسعار مثل 10000ليرة و15000ليرة.

العديد من المواطنين في اللاذقية وطرطوس اشتكوا من حرارة أسعار الشواطئ، مطالبين بتوفير مكان يسبح فيه الفقراء ولو لليلة واحدة من دون عناء الذهاب والعودة باليوم نفسه، وتقول السيدة اميرة وهي مهجرة من ريف حلب، كانت تحلم بأن تقضي عطلة العيد الصيفية على شاطئ البحر إلا أن ارتفاع إيجارات الشاليهات التي وصل سعر بعضها في المدينة إلى 950 ألف ليرة، أحبط حلمها هذا.

وذكر السيد شفيق وهو موظف بمؤسسة حكومية أن الشاليهات في اللاذقية وخاصة في البسيط ووادي قنديل التي كانت تعرف بأنها ملاذ الفقراء والبعيدة عن المدينة، باتت أرقاما فلكية بدءا من أجور الطريق التي صارت الرحلة فيها تكلف من مدينة اللاذقية إلى وادي قنديل حوالي200 ألف ليرة “سرفيس ذهابا وإيابا” في حين لم تكن تتجاوز7آلاف ليرة قبل نحو 4 سنوات, وفي حال قرر ترفيه عائلته برحلة يومين إلى وادي قنديل سيدفع 200 ألف ليرة أجور طريق إضافة لإيجار كوخ عائلي بين 100 حتى 150 ألف ليرة حسب الموقع سواء كان نسقا أولا أم ثانيا، لتضاف إليها مصاريف الطعام والشراب وتكاليف أخرى فتصل الحسبة إلى ما يقارب نصف مليون ليرة في حال لم “تبعزق” عائلته بالترفه ودفع أجور ألعاب شاطئية وغيرها .

وتعتبر السيدة نهى أن الجلوس فقط على الشاطئ في أحد المواقع السياحية المستثمرة على أنها شعبية ومن دون أن تعتمد على المبيت أو المنامة في مكان الاصطياف، يتطلب مبلغا يتجاوز 100 ألف ليرة لعائلة مكونة من 6 أشخاص، باحتساب إيجار طاولة على البحر بسعر يبدأ بحوالي8 آلاف ليرة، والكرسي للشخص الواحد يتراوح بين6-10آلاف ليرة في حال كانت “بيدين أو دونهما”، والمظلة بأجر8-10آلاف ليرة حسب حجمها.

وقال لنا السيد أبو النور وهو احد الاداريين العاملين في منتجع سياحي باللاذقية, انه في المنتجعات ذات التصنيف السياحي حسب الفئات من 5 نجوم، تبدأ أسعار أجور الشاليهات من 700 – 850 ألف ليرة حسب الإطلالة سواء كانت أرضية أم بلكونا، والغرف حسب الإطلالة والسعة تتراوح بين 350 – 850 ألف ليرة، و”السويت” بحوالي 1.150 مليون ليرة في أحد المنتجعات بالمدينة، مع الإشارة إلى أن الحجوزات متوقفة حاليا لأن نسب الإشغال 100 بالمئة في جميع الفنادق والمنتجعات خلال عطلة عيد الأضحى , أن جميع الغرف والشاليهات و”السويتات” ممتلئة بالزبائن طوال أيام عطلة العيد .

السيدة قمر، حجزت 3 أيام في فندق “لا ميرا” أو المريديان سابقا والمصنف بـ 3 نجمات، تكلفة الليلة الواحدة مع إفطار100 ألف ليرة سورية، في حين تبلغ تكلفة أقل غرفة في منتجع “روتانا أفاميا” في “اللاذقية” 90ألف ليرة لليوم الواحد، وتتدرج بالارتفاع لتصل إلى 250ألف ليرة للشاليه من 3 غرف.

بالمجمل انه يبلغ ثمن الحجز الأدنى فيها 134 ألف ليرة، والأعلى 614 ألف ليرة، وفق التسعيرة الحكومية، لكن حسابات البيدر غير حسابات السرايا، كما يقال، فالأمور بمحل اخر، وحسب مزاجية أصحاب المنتجعات والشاليهات.

يذكر انه، بعض شركات السياحة السورية اصدرت بعض العروض السياحية لعيد الأضحى، وكان لافتا أحد العروض إلى جزر “المالديف” الشهيرة، حيث كان العرض: رحلة “المالديف” تتضمن 6 أيام، 5 ليالي، والإقامة ستكون في فندق خمس نجوم مع وجبة الإفطار وكل هذا تكلفته 599 دولار، على أن يكون الدفع بالليرة السورية حصرا.

أخيرا نشير الى أن منح الكهرباء. للمنتجعات السياحية أدى إلى تقليل حصة المحافظة من الكهرباء وبالتالي زيادة التقنين، وتشير مديرية الكهرباء في طرطوس، الى أن الكميات البسيطة التي احتاجتها بعض الخطوط الساخنة. لقرية شاهين وشركة انترادوس ومجمع الرمال لم تكن على حساب الكمية المخصصة للمحافظة وهذا ما سيكون عليه الحال عندما تأخذ المنشآت السياحية الواقعة على الكورنيش البحري.

وان الدور الاجتماعي والتنموي الذي يلعبه القطاع السياحي، فإنه يمنح فرص عمل لآلاف الناس في المحافظتين، ويساهم بشكل كبير في تصريف الإنتاج الزراعي بكل أنواعه من خضار وفواكه وزيت زيتون وأيضاً في تصريف منتجات عديدة أخرى إضافة للدورة الاقتصادية التي يخلقها في المحافظتين وهذا يعني ضرورة توفير كل متطلبات نجاحه وفي مقدمتها الكهرباء الدائمة علما أن سعر الكيلو واط يصل لنحو الألف ليرة.