اللاذقية/ سلاف العلي
تعتبر مشكلة تراكم القمامة في شوارع اللاذقية ومدنها وقراها من القضايا الملحة التي تتطلب تعاوناً جاداً بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لإيجاد حلولٍ مستدامةٍ تضمن بيئةً نظيفةً وصحيةً للجميع.
وتعد مشكلة تراكم القمامة وعدم ترحيلها بانتظام من أبرز المشكلات البيئية التي تعاني منها محافظة اللاذقية، حيث تعود أسبابها إلى ضعف البنية التحتية للخدمات البلدية، إذ تعاني هذه المناطق من نقصٍ في عدد الشاحنات والعمال المخصصين لنقل القمامة، مما يؤدي إلى تباعد الفترات بين عمليات الترحيل.
وعلاوةً على ذلك، يشكل الازدحام السكاني الكبير عبئاً إضافياً على الخدمات البلدية، حيث يزداد إنتاج النفايات بمعدلاتٍ تفوق قدرة الترحيل، في وقتٍ تتزامن فيه هذه المشكلات مع نقصٍ حادٍ في الإمكانيات المالية والإدارية، مما يحدّ من قدرة الجهات المسؤولة على تنفيذ خططٍ فعالةٍ للتخلص من القمامة.
وينطوي تراكم القمامة في الأحياء السكنية على مخاطر صحيةٍ وبيئيةٍ جسيمة، حيث يؤدي إلى انتشار الأمراض نتيجة تكاثر الحشرات والقوارض، التي تنقل الأمراض المعدية مثل التيفوئيد والكوليرا. كما تتسبب القمامة المتراكمة في تفشي الروائح الكريهة التي تضر بالصحة العامة، بالإضافة إلى تلوث التربة والهواء، حيث تتحلل النفايات العضوية وتنتج غازاتٍ سامةٍ مثل غاز الميثان، مما يسهم في زيادة تلوث الهواء. كذلك تؤثر المخلفات البلاستيكية والمعدنية سلباً على جودة التربة، مما يزيد من الأضرار البيئية.
ولا يقتصر تأثير تراكم القمامة على الجوانب الصحية والبيئية، بل يمتد ليؤثر سلباً على المشهد الحضري وجودة الحياة اليومية. فتكدس القمامة يشوه صورة المدن، ويؤدي إلى إغلاق بعض الممرات الحيوية، حيث تتكدس القمامة في بعض الأزقة والشوارع الفرعية إلى درجة تجعلها غير سالكةٍ للمشاة والسيارات. وقد تسبب هذا الوضع في ارتفاع معدلات حوادث السير، نتيجة اضطرار السائقين إلى المناورة بين أكوام النفايات، مما يزيد من خطر وقوع الحوادث. كما تعيق أكوام القمامة مرور سيارات الإسعاف والإطفاء، مما قد يؤدي إلى تفاقم الكوارث في حالات الطوارئ.
وأمام هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى البحث الجاد عن حلولٍ فعالةٍ، مع إعطاء الأولوية لتعزيز دور البلديات، وزيادة عدد الشاحنات والعمال المخصصين لجمع القمامة. بالإضافة إلى تحسين جداول الترحيل لتكون أكثر انتظاماً، والعمل على تعزيز الوعي البيئي من خلال إطلاق حملاتٍ توعويةٍ للسكان حول أهمية التخلص السليم من القمامة، والالتزام بأوقات الترحيل.
كما يتوجب تطبيق العقوبات وفرض غراماتٍ ماليةٍ على المخالفين الذين يرمون القمامة في غير الأماكن المخصصة لها. كذلك، يجب تشجيع إعادة التدوير، عبر وضع حاوياتٍ مخصصةٍ لفرز النفايات وتفعيل برامج إعادة التدوير، بما يسهم في تقليل حجم النفايات وتحقيق استفادةٍ بيئيةٍ واقتصاديةٍ منها.