طرطوس/ أ ـ ن
استكمالا لمسار الإضاءة على بعض المناطق السياحية والجيولوجية في الساحل السوري، وبناء على ذلك سنتجول في منطقة القدموس ونزور قرية السميحيقة حيث تقع على طريق (بانياس – مصياف – حماه) على مسافة 32 كم شرقا عن الطريق الدولي وبارتفاع 1000 م عن سطح البحر.
القدموس بلدة سورية تابعة لمحافظة طرطوس، وتقع في السلسلة الجبلية الساحلية على الطريق الواصل بين بانياس ومصياف؛ لها حدود مع منطقة الشيخ بدر جنوبا ومحافظة حماة شرقا وتبعد عن طرطوس 65 كيلو مترا، تمتد امتدادا جغرافيا كبيرا حيث أن المسافة بين حدودها من الجنوب الغربي حتى الشمال الشرقي تبلغ أكثر من 50 كيلو مترا ومن الغرب إلى الشرق 30 كيلو متراً، تتميز القدموس بمناخها المعتدل صيفا والبارد شتاء وبطبيعتها الجبلية الساحرة وجبالها التي تكسوها غابات السنديان والصنوبر والبلوط وتنتشر على السفوح والمدرجات الأشجار المثمرة مثل التفاح واللوز والزيتون وغيرها، يتواجد في القدموس خام الحديد، سميت القدموس بهذا الاسم نسبة إلى الاله الفينيقي قدموس. في منطقة القدموس عدد من المواقع الأثرية مثل قلعة القدموس وقلعة الكهف وعدد من المباني والمدافن والكهوف الأثرية التي تعود لعصور قديمة. بعض المعالم بالقدموس:
كورنيش القدموس ( عين الريس ) ، ويقع على الطريق الرئيسي بانياس – حماه مدخل مدينة القدموس بارتفاع 1000 م واطلالة سياحية رائعة جنوبا على الريف و الغابات الواقعة بين منطقة القدموس ومنطقة الشيخ بدر حيث لوحظ بجانب التنور تكثفات صخرية تشكيلة باب جنة أو مارل الأبسيان، المارل في الأسفل بلون اخضر مزرق او زيتوني يعلوه تناوب طبقات من الحجر الكلسي الملمة مع المارل وفي أعلى التشكيلة لاحظنا لون ليموني او صدأ هو نتيجة تأسد هذه الطبقة ووجود اكاسيد الحديد بشكل بقع وليس طبقة مستمرة سماكة هذه التشكيلة هنا بين ١٥ و٢٠ متر، عمر التشكيلة أبسيان وتستخدم للمضاهاة في السلسلة الساحلية.
جبل المولى حسن المطل على مدينة القدموس شمالا 1 كم عن مدينة القدموس ، يتميز جبل المولى حسن بهوائه النقي والمنعش وتكسوه غابة كبيرة وكثيفة من الاشجار المتنوعة كالكستناء والصنوبر والسرو ويعد مركزا للتخييم والنشاطات العلمية والسياحية، غابة المولى حسن عائدة لعمر النيوجين وقمته بركانية ارتفاعها ١١٤٧ م عن سطح البحر وهي أعلى قمة بالمنطقة والتربة بركانية تعود للنيوجين اما المنحدرات التي تحتها فتعود للكريتاسي وفي الوديان تنتشر توضعات الأوراسي، تعتبر الترب البركانية خصبة ومنذ ٥٥ سنة مضت بدأت الدولة بالتشجير فيها وزرعت أشجار الأرز والكستناء.
قرية السميحيقة أخذت اسمها من موقعها بين الجبال المرتفعة والوديان السحيقة التي تحيط بها من جميع جهاتها، وهي قرية قديمة جدا تعود إلى العصر الآرامي، “السميحيقة” كلمة آرامية، تعني سماء، وحي من أسماء الله، وقة تعني مقدس، بالتالي معناها “سماء الله المقدسة”، وأيضا من أحد معانيها “الغيوم الرقيقة”، تقع قرية “السميحيقة” على السفح الغربي لجبال “القدموس”؛ وهذا ما أكسبها مناخا معتدلا صيفا، وباردا رطبا شتاء، يعمل سكانها بالزراعة وتربية الحيوانات، تقع على مسافة 5 كم غرب مدينة القدموس وعلى ارتفاع 800 م عن سطح البحر وعلى الطريق اطلالة رائعة على سدة السميحيقة المائية وتعد “سدة السميحيقة” في ريف منطقة “القدموس من عوامل الجذب السياحي للمنطقة، نفذت السدة بين مرتفعين جبليين ضمن منطقة هطولاتها المطرية جيدة، حيث تعمل على تجميع مياه الأمطار على طول الوادي وصولاً إلى موقع التجميع، وهذا يوفر مياه الري خلال العام، ويوجد منتزه “عشق” أسفل وادي السميحيقة بجانب الشلال حيث توجد مغارة نتيجة الحت الكارستي للمياه على الصخور الضعيفة بينما بقيت الصخور الأقسى بارزة فتتشكل الكهوف والمغاور وكانت تستخدم للسكن او الاختباء، ويوجد بعض الصخور الحاوية على قواقع مستحاثية.
تم في قرية السميحيقة تجربة التزحلق على الكبل المائل ، الذي يبعد 500 م غربا في الوادي نفسه وهو المشروع الاول في سوريا للتزحلق على الحبل المائل، الزيب لاين وهو كبل فولاذي يمتد فوق الوادي بارتفاع 150 مترا عن أسفل الوادي، الكبل مجدول 12 ميليمتر ويستطيع حمل 10 طن مجهز بأفضل المعدات الخاصة بالتزحلق، يربط بين جبلين يمتد بينهما وادي الشلقة العميق، المسافة النظرية بين الجبلين تبلغ 265م ولكن طول الكبل الحقيقي 300 م وارتفاع نقطة البداية عن سطح البحر 594 م. أما ارتفاع نقطة النهاية فيبلغ 576 مترا في حين يبلغ قاع الوادي حوالي 460م.