إعداد/ الباحث محمد عزو
الهوتة هي ما انخفض من الارض، والهوتة الطريق إلى الماء.. من المعلوم أن التكوين الجيولوجي وبتعبير آخر المتكون الجيولوجي يشكل وحدة أساسية في الطبقات الصخرية وفي تكوينات التربة وطبقاتها، ويتكون المتكون من عدد محدد من طبقات الصخور الأرضية والسحنة إضافة إلى عدة خواص أخرى.
هناك مزيجاً من الحقائق والخرافات والأساطير والتخمينات يتحدث بها البشر عن تكوين الظواهر الجيولوجيا. فعلى ارض الرقة يوجد عدد من الظواهر الجغرافية العجيبة مثل هوتة سلوك وهوتة شويحان وكهف الكاطر الواقعين جنوب الرقة، وبراكين المناخر الواقعة على بعد بضع كيلومترات، وجميع هذه الظواهر الجغرافية تعود إلى ملايين السنين.
وتعتبر هوتة سلوك من الظواهر الجغرافية العجيبة، وجغرافية المكان هنا هي السهول الواقعة شمال مدينة الرقة المحاذية للحدود التركية – السورية، جغرافية هوتة سلوك تمتاز عن شبيهاتها من الهوتات الموجودة على أرض الرقة بشكل تكوينها وتضاريسها المميز، مما جعل من هذه الهوتة مقصداً لعلماء الآثار والزائرين والرحالة القادمين من مختلف أنحاء المعمورة، والمثير للجدل هنا أن جوف هذه الهوتة لحينه ظل معلماً مجهولاً لم يستطع أحد من استكشافه.
في نهاية الألفية الثانية للميلاد قامت بعض البعثات الأثرية العاملة في الرقة بزيارة هوتة سلوك وقاموا بجهد عملي وعلمي لاستكشاف جوف الهوتة لكنهم لم يصلوا إلى قرار، كما أن ممن كانوا يقعون فيها بالخطأ او قسراً لا يظهر لهم أي أثر.
البعض من العاملين في حقل الجيولوجيا يروون أن الهوتات وهوتة سلوك واحدة منها، قد تشكلت بسبب انهدامات جوفية في التربة ناتجة عن(.. حث مياه سطحية جارية وهبوط التربة)، وهناك رأي آخر يقول أن هذه الهوتة، تشكلت نتيجة ذوبان الاملاح الكلسية، فأخذت شكل القمع، وقد ذكرت الهوتة منذ قرون ويقول بعض العلماء أنها حدثت نتيجة زلزال قديم، ونتيجة لذلك حدثت انهيارات ومنها قد تشكلت هذه المنخفضات العظيمة مثل هوتة سلوك.
وهوتة سلوك كما أسلفنا سابقاً ليست هي الوحيدة في أرض الرقة لكنها هي الأكبر والأعظم والأخطر ولا شبيه لها في الرقة من حيث شكل تضاريسها وعمقها واتساعها وشكل جمال تضاريسها. ورغم الدراسات التي أجريت حولها إلا أنها مازالت مجهولة تاريخ حدوثها.