لكل السوريين

دورونا، والشعب السوري

إن كنت ممن يقطنون في سوريا فعليك أن تتوقع المصائب في كل شيء، وذلك لكي يكون لك إجرائك الاحترازي لكي تستطيع الاستمرارية في العيش، ومما لا يخفى على كامل الكرة الأرضية ما تعانيه سوريا خلال الفترة الماضية، وما يعانيه الشعب السوري من ويلات الحرب وسياسة التقتيل، والتهجير، وكذلك الركود العلمي، والصناعي، والتجاري، والاقتصادي لكن استمر هذا الشعب، ولازال لديه وجود، ولازال قادرًا على التعبير، والاستمرارية، وهي ظاهرة عجيبة لكن هل سوف يصمد في وجه دورونا، وما دورونا هذه التي تهدد وجود الشعب السوري وتهدد جميع محاور الحياة، ولعل تعبير دورونا لا يتداوله سوى الشعب السوري، ولنتكلم بالتفصيل عن دورونا.

دورونا هذه هي عبارة عن مصيبة مضاعفة يعايشها الشعب السوري وليست تركيبة تجارية، وليست نوع آلة الكترونية جديدة، وتتركب دورونا من مركبين أساسيين وهما ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الأجنبية، وكذلك الجائحة العالمية كورونا، وهنا السؤال هل سوريا، وشعبها بعد هذه السنوات العجاف سيتجاوزون دورونا، وماهي النتائج الحالية، وماهي النتائج المتوقعة في ظل العجز الملحوظ في كافة القائمين بالإنعاش، ولعل حالة الهلع من فايروس كورونا عالميًا، وعجز جميع دول العالم عن إنتاج تركيبة دوائية لتقليل خطر هذا الفيروس، ووصول هذا الفايروس إلى سوريا جعل الشعب في حالة اللامبالاة كون الفايروس لن تكون نتائجه صعبة بقدر الصعاب التي مرت على الشعب السوري، ولكن مع الحجر المنزلي، والحظر من التنقل، ونزول الدولار إلى السوق، وعدم استقراره، واستمرارية الانهيار بالاقتصاد السوري جعل الشعب في متاهة الحياة، وتحت خطرين لابد منهما، وهما الموت من الفايروس، أو الموت من الجوع، ولو سألتني كأحد أبناء سوريا لأجد الموت بالفايروس أرحم من الموت من الجوع، ولكن لم تنتهي هنا، وإنما القادم أعظم كون قانون قيصر يلوح في الأفق، ومع اقتراب موعد تطبيقه تزداد صعوبة الموقف، ولعل الأدمغة تشعر بالعجز من استيعاب الظروف الحالية فكيف يمكن لها التفكير في المستقبل الموحش الذي نترقب فيه سوء الوضع بشكل أكبر، ومن النتائج السلبية لدورونا الحالية على الصعيد الاجتماعي تزايد العمليات الإجرامية الجزائية من سرقة، وقتل، وخطف، وغيرها، وعلى الصعيد الاقتصادي ركود عام، وعلى جميع الصعد، ومن الجانب العملي تراجع ملحوظ، وانتشار عمالة الأطفال بدلا من توجههم إلى مقاعد الدراسة، والسؤال كيف سوف نستمر في ظل هذا الواقع، والتوقعات للمستقبل الموحش، ولكن كل ما نستطيع التوصية به هو أن يزداد الترابط الاجتماعي، وأن يكفل الغني الفقير طواعية خيرًا من أن يتحول الفقير إلى مجرم، ويأخذ مال الغني عنوة عنه، ولعل تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في وجوب الزكاة، والإكثار من الصدقات هي الحل الاجتماعي للحفاظ على الأخلاق، والتركيبة الاجتماعية، وفي نهاية المطاف نرجو لكم السلامة من دورونا واتباعها.