لكل السوريين

أزمة المحروقات بالسويداء. اختناقات مرورية وشجارات يومية ومعاناة لا تنتهي

السوري/ السويداء – تستمر معاناة الأهالي في السويداء من النقص الحاد في مادة البنزين، رغم وعود الحكومة بانفراجات في أزمة المحروقات، ورغم الحديث عن عودة مصفاة بانياس إلى العمل، مازالت شوارع المدينة تشهد اختناقات مرورية بسبب الطوابير الطويلة المنتظرة أمام محطات الوقود.

خاصة في المدخل الشمالي للمدينة، حيث تتواجد محطات متقاربة، وتزدحم طوابير المنتظرين على ثلاثة صفوف أمامها، وهو ما يؤدي إلى قطع أحد اتجاهات الطريق، وإلى الفوضى في اتجاهه الآخر، مما يعيق حركة المرور في هذا الشارع المحوري، وخاصة حركة سيارات الطوارئ، ويعرقل عملها في نقل المرضى، أو إطفاء الحرائق، وغيرها من الحالات الطارئة، كما يتسبب بوقوع حوادث السير التي تزايدت بشكل لافت في الآونة الأخيرة.

وتزيد الأمر سوءاً، محاولات المسلحين المنفلتين المستمرة لتجاوز الطوابير والدخول إلى المحطات بشكل عشوائي في ظل تراخي السلطة وعدم تدخلها.

وللسبب نفسه، تستعين معظم محطات الوقود، لتنظيم دور دخول السيارات إليها، بمسلحين ينتمون إلى فصائل مسلحة محلية، ويقوم عناصر هذه الفصائل بإدخال معارفهم، أو من يدفع لهم، على حساب مئات المنتظرين.

شجارات يومية

يندر أن يمر يوم دون سماع رشقات من الرصاص على محطات الوقود في المدينة، أو في الطوابير الطويلة التي تصل إلى مئات الأمتار على ثلاثة مسارب، أمامها، وقلّما يمر يوم دون وقوع شجار أو أكثر بين المنتظرين دورهم للوصول إلى المحطة، والحصول على مستحقاتهم من البنزين، وغالباً ما تحدث الشجارات بسبب محاولات بعضهم تجاوز الدور بطرق تستفز المنتظرين لساعات طويلة.

وكان الشجار الأكبر ذلك الذي وقع بين شخصين أثناء اصطفاف طابور سيارات على محطة وقود “المرعي” جنوب مدينة السويداء، واستدعى أحدهما مجموعته المسلحة، وحدثت اشتباكات وإطلاق نار كثيف أصيب خلاله ثلاثة أشخاص، تم نقل اثنين منهم إلى المشفى الوطني، بينما تم تحويل الثالث إلى أحد مستشفيات العاصمة نظراً لخطورة حالته.

ووجه أقارب أحد المصابين اللوم للقائمين على المحطة لعدم التزامهم بتنظيم الدور، والتعبئة لسيارات تدخل من طرق جانبية، على حساب الطوابير المنتظرة، مقابل الحصول على مرابح أكثر، ما تسبب بالشجار وإصابة قريبهم، وهاجم بعضهم المحطة، وحطموا أبوابها وزجاجها.

جوانب من المعاناة

لا تقتصر معاناة الأهالي في السويداء من أزمة البنزين على الاختناقات المرورية، والشجارات اليومية، بل تتناول الحياة المعيشية لمعظم شرائح المجتمع، فكثيراً ما تجد سائق سيارة أجرة يركن سيارته أمام إحدى المحطات للحصول على البنزين في اليوم التالي، ليعمل ويؤمن قوت أسرته، وعندما لا يتمكن من ذلك يخسر ساعات انتظاره، ويخسر عمل يومه، واليوم التالي.

وكثيراً ما يضاعف أصحاب سيارة الأجرة أجورهم بزعم أنهم يشترون البنزين بأسعار مرتفعة.

وكثيراً ما تتعطل أعمال صغار الصناعيين والحرفيين والباعة المتجولين نتيجة لذلك.

بينما توزع معظم محطات الوقود كمية من مخصصاتها على مستحقيها، ثم تأخذ الكمية المتبقية طريقها إلى البسطات في الشوارع لتباع بأسعار خيالية تصب في جيوبهم وجيوب من يحميهم.

تقرير/ لطفي توفيق