لكل السوريين

خان الكتان من أقدم خانات حلب وأعرقها

حلب/ خالد الحسين

للخانات دور كبير في تنشيط التجارة، منها ما سمي باسم روادها من التجار، ومنها ما سمي باسم المنتج الذي يُباع فيها، يقع خان الكتان في حلب القديمة جنوب خان الوزير، أمام سوق خيري بك، و كان يعرف قديماً بخان السيدة، وهو الآن مقر القنصلية البلجيكية .

سمي بخان الكتان .. نسبة إلى قماش الكتان الذي كان يباع داخله المتميز بسماكته، وجودته العالية، يتألف الخان من 23 غرفة عدا المنافع, مدخله غمس سريري مغطى بحجارة صغيرة مرصوفة بإتقان.

تتوزع الغرف على كامل المساحة الأرضية المفتوحة على ساحة سماوية مساحتها حوالي (1200) م2 ، ويحتوي على بئر قديم للماء العذب يستخدم حتى الآن .

كما أن أسطحة تلك الغرف مطلة على قلعة حلب وعلى خان الوزير على كامل المساحة .

عمر هذا الخان قديم جداً حوالي (2000) عام و جدد منذ حوالي (240) عام بعد الزلزال الكبير الذي أصاب مدينة حلب .

تعود ملكية هذا الخان حالياً للأوقاف ، والفروع إلى ورثة طوني مرَاش.

وبعد الحرب الجائرة على مدينة حلب عام (2011) كانت نسبة الدمار فيه تقريباً 50% .

جُدد هذا الخان على يد طوني مرَاش رحمه الله على نفقته الخاصة عام (2019) بمساعدة مجلس مدينة حلب والمحافظة حيث قدموا له الكثير من التسهيلات من حيث الترميم والترخيص.

أعيد ترميمه وفق الشروط المطلوبة ، كما تم تأهيل وإعادة البنية التحتية للصرف الصحي وعودة الكهرباء والماء والهاتف إليه كما وتم تخصيص 4 غرف من هذا الخان للقنصلية البلجيكية والتي كان يعمل بها طوني مراش وباسيل مراش ( القنصل الفخري لبلجيكا منذ اكثر من 40 عام ) .

يوجد داخل خان الكتان قيسريه رائعة الجمال، وهي عبارة عن مستودعات وسابقاَ كانت تسمى قيسريه الوزير حيث تتألف من (8) غرف 4 في القسم السفلي و4 في القسم العلوي , وقد هدمت بنسبة 80% ومازالت مهدمة جزئياً حتى الآن .

كان يعمل في تلك القيسرية مهن متعددة منها الحلاق وبائعي الأقمشة والأكمار الجلدية والباقي عبارة عن مستودعات .

يوجد أمام خان الكتان ( مدرسة الصلاحية البهائية ) وقد حفر على الحجر الموجود فوق قنطرة الدخول الكلمات التالية :

الأمير صلاح الدين يوسف بن أسعد الدو أدار كاتب السر, وقفها مدرسة سنة (737) هــ (1230) م .

استعملت أيام الدولة العثمانية محكمة للشافعية ، ثم أعادها مدرسة ( بهاء الدين أفندي القدسي ) سنة (1260) هـــ ( العهد المملوكي ).

سميت بالبهائية نسبة إلى بهاء الدين القدسي .

وتتألف المدرسة من محراب للصلاة وخمس غرف أرضية توسطها بركة ماء .

كما توجد غرفة على السطح يصعد إليها بدرج يوصل إلى فسحة صغيرة .

كانت تلك الدار سابقاً تتبع وزارة العدل التي جعلتها مركزاً للقاء الأمهات المطلقات مع أولادهم .

و يُقال أن مديرية الثقافة بحلب طالبت مجلس المدينة أن يكون هذا المكان متحفاً للشاعر المتنبي بحجة أن المتنبي كان يقطن فيه, و تضاربت الأقوال حول تلك المعلومة فيما بعد ، وبعد عام (2006) تم إعادة هذه الدار لمديرية الأوقاف للإشراف عليها ، حيث قامت المديرية بافتتاحها كمسجد ومدرسة للعلوم الشرعية، وفي عام (2011) أصبحت مقراً لإدارة معاهد تعليم القرآن وحفظه في حلب .